د. خيرية السقاف
حين تحضر سحب الرياض المطيرة, نبتهج الكائنات كلها..
حتى حفيف أوراق الشجر, وأزيز مقابض الأبواب..
* * *
للرياض في موسم المطر أسرار
تفضي بأسرارها للذين قلوبهم مرآتها, وألسنتهم كلماتها..
وآذانهم أوعية هسيسها, وخفقها, ونجواها..
* * *
حين تطل على فضاء الرياض من علٍ,
وأنت في الطائرة, أو محلّق بمخيلتك,
أو على قمة ناطحة سحاب فوق أديمها,
فإنك لا تصغر كي تحتويها, بل تكبر بها كلها..
* * *
المدينة التي يكبر بها إنسانها بحر يتسع, وسماء تمد,
وحكايات لا تقفل صفحاتها, ولا يصمت رُواتها..
* * *
كل الأحداث التي تلوب,
لا تجفف قطرة في غيمة تهطل بالطمأنينة, وتنبِّئ بالانتصار..
المطر منادٍ للذين لا يسمعون!!..
* * *
علمتنا الغيوم أن ليس كلُّ دَكنٍ ظلاما..
* * *
بالأمس نعق الناعقون,
واليوم على غير نعقهم, ينعقون !!..
و...
المطمئنون عند النبع ينهلون!!..
* * *
المصالح التي تحكم الأمم, تمادت بنوايا البشر,
لتصبح مفاسد تدمر الأخلاق !!..
* * *
يسرفون في الأنانية, لا يبالون بالدموع !!..
* * *
حين يتنمّر الشغف في الصدور, يصبح بركاناً ذا حمم..
وأول المصطلي به, الصدور ذاتها..
* * *
سلام عليكِ قطرة الماء من مُزُنِ الرحمة,
علينا في الرجاء!!..