«الجزيرة» - محمد السنيد:
تستعد جمعية الأطفال المعوقين لتنظيم احتفالية كبرى بمناسبة مرور 20 عامًا على افتتاح مركزيها في مكة المكرمة وجدة، اللذين يمثلان إضافة نوعية لجهودها في إيصال منظومة خدماتها إلى العديد من مناطق ومدن المملكة.
وعلى مدى عقدين من الزمن تنوعت مخرجات مركزَي الجمعية في مكة المكرمة وجدة، وأسهما في احتضان الآلاف من الأطفال، وتوَّجا برامج التأهيل بالنجاح في دمج المئات من هؤلاء الأطفال في مدارس التعليم العام.
وتُعد جمعية الأطفال المعوقين أنموذجًا للعمل الخيري المؤسسي في المملكة العربية السعودية؛ فقد جسدت الجمعية تجربة خيرية متفردة، تمازجت فيها جهود هيئات ومؤسسات وأفراد لتبنِّي قضية الإعاقة بشمولية ومنهجية علمية، جنى ثمارها المجتمع بأسره، وجعلت من تلك القضية إحدى أولويات المجتمع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية.
وخلال مسيرتها التي امتدت ثلاثين عامًا قادت الجمعية حراكًا مجتمعيًّا، تجسد في تبنِّي مبادرات وطنية عدة، واكتسبت ثقة الدولة؛ الأمر الذي تجسَّد في مساندة ودعم مشروعاتها وبرامجها كافة. ويُحسب للجمعية ريادتها في تقديم برامج رعاية وتأهيل ودمج، استفاد منها الآلاف من الأطفال والمعوقين في مناطق المملكة كافة، وظل توسع خدمات الجمعية وإيصالها إلى المناطق التي تحتاج إليها أحد أهم محاور تميزها؛ إذ وصل عدد مراكزها إلى (10) مراكز عاملة، واثنين تحت الإنشاء، ووصول عدد الأطفال المخدومين سنويًّا مجانًا إلى أكثر من أربعة آلاف طفل.
وتجسدت ريادة الجمعية في تبنى إنشاء أول مركز بحثي متخصص في شؤون الإعاقة «مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة».
وتطبِّق مراكز الجمعية معايير جودة راقية، أهَّلتها لنيل عدد من الجوائز المتخصصة في برامج الرعاية والتأهيل. فيما تعهَّد هذه المؤسسة الخيرية مواطنون أخيار ومؤسسات وطنية من القطاعين العام والخاص، حرصوا على أن تكون دومًا رائدة وموثوقة ومتميزة في كل أعمالها.
وتُعد الجمعية مرجعية لمنظومة من البرامج العلمية الوطنية للتصدي لقضية الإعاقة، جسدتها من خلال تبني تنظيم أربعة مؤتمرات علمية دولية، والمشاركة فيها. كما طرحت برامج رائدة ومبتكرة، مثل «عطاء الطلاب»، و«جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين»، و«برنامج الدمج»، و«توظيف المعوقين»، و«جوائز التميز والخدمة الإنسانية»، وبرامج «جرب الكرسي»، و«الله يعطيك خيرها». وتبنَّت الجمعية استراتيجية متفردة للوقف والاستثمار الخيري، منها مشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري الذي يضم خمس مراحل، ويعد خطوة غير مسبوقة في توفير ضمانات استمرارية خدماتها المجانية.