أمل بنت فهد
مثلما أن الإرهابي إنسان محبط ويائس، تلتقطه أي جماعة يمكنها أن تمنح رغباته الدموية جواز مرور للعالم، ليقتل ويدمر، فإن المعارض أيضاً في أي مكان في العالم يعيش بعقلية المراهق وعاطفته المنفلتة، إنه يطبق سلوك المراهق حين لا يحصل على مبتغاه، فإنه يصفق الباب خلفه، ويهرب، ليعيش حريته حسب ظنه، فهو صيد رخيص للأعداء، لأنه لا يكتفي باختياره المنفى، بل ينقلب على أهله ووطنه، كأنما يبرر للعالم قراره، وعجزه، وخيانته، وإلا لكان عاش حياته التي اختارها، وانشغل بنفسه ومستقبله وبنى شيئاً يذكر على أنه إنجاز، ولم تمر عليه لعبة الأضواء المسلطة، والشهرة، لمجرد أن يشارك في طعن وطنه، أو يحاول أن يشارك في مؤامرات لنشر الفرقة والفتن باسم الحرية، والثورات.
بينما الأحرار لم يتنازلوا ولو لوهلة عن حقهم في الوقوف مع وطنهم، لديهم إيمان عميق بأن الأرض أرضهم، وللإصلاح ألف طريق وطريق، لكن الهروب والتهرب من المسؤولية ليس أحدها، بل إن الحر يدرك أن له دوراً في نهضة الوطن، وأن له يداً في أمنه، وأن له مشاركة في مستقبله، إنه يحسب لليوم، والغد، وبعد رحيله، وليس كالمعارض الهارب لأحضان الغرباء.
الحر يعلم أن الكمال خرافة الإنسان التي يعلق عليها تجاوزاته، والحر يأخذ نصيبه من المسؤولية ويقوم بها، ولا يتخاذل، ويدرك أن هناك أولويات لا بد أن يحصل عليها الوطن قبل الثانويات، على عكس مراهق المعارضة، فإنه من الأنانية أن يجعل الهوامش قضية محورية، ويغض الطرف عن محاسن الوطن، ويسلط كل قوته على الأخطاء التي ليست بشيء يذكر، بالطبع لأنه جبان وهرب قبل المواجهة مع الظروف، وحين ابتعد أشهر سلاحه وقاتل الهواء!
والأحرار يدركون أن أول مقومات الوطن التي يعيش بها، الأمن والأمان، أن تأمن على حياتك، وعرضك، ومالك، والبقية تأتي تباعاً، وكم وطناً سقط بمجرد العبث بأمنه، وبات إنعاشه وإعادته للحياة ضرباً من المحال.
الحر يدرك من أين يُطعن الوطن، لذا هو حصن حصين، بينما مراهقو المعارضة حلمهم أن يكونوا طرفاً في زعزعة الأوطان، خونة أينما كانوا، وأبواق تبيع نفسها لمن يدفع أكثر.
لذا لن ننسى ما فعلوه، وسنورثه لأحفادنا، وسنخبرهم بأن للإرهاب أقنعة غير القتل والتفجير، وأن للإرهاب قنواتٍ، وإعلاماً دنيئاً، وأصواتاً تتحدث بلغتنا، وأنهم يمدون أيديهم لكل مجرم يشاركهم كراهيتهم للأوطان، وأنهم للبيع أينما ذهبوا، ولهم في سوق العبيد من يشتريهم.