سامى اليوسف
أغلى الرسائل وأصدق الكلمات تلك التي تتحدث عن الأم، قرأت إحداها، وراقت لي : «أمي هي عدسة ملتصقة في عيني لا استطيع إخراجها ولا رؤية الحياة بدونها، فيارب لا تحرمني منها».
قدم لاعب كرة اليد بنادي النجمة خالد الجبري لمجتمعه والوسط الرياضي صورة من صور التضحية والوفاء عندما أنقذ والدته وتبرع بإحدى كليتيه لها في موقف نبيل جسّد من خلاله ملامح البر في أزهى مشاهده.
اتفق علماؤنا ومشايخنا الأفاضل على أن مثل هذه التبرعات والمواقف تدخل ضمن مفهوم (الصدقة الجارية)، وأي إحسان أكبر من أن يكون الإنسان سبباً في بقاء حياة إنسان آخر بدفع الأذى عنه، والرفع من معاناته؟! ففي ذلك الفضل والأجر الكبير خاصةً حينما يكون الشخص المستقبل أحد الوالدين، فهذا يندرج تحت عنوان (البر والإحسان إليهما).
بالعودة إلى اللاعب الجبري، فقد رجعت إلى مسيرته وإخوته مع نادي النجمة، فقرأت أجمل العبارات المطرزة بالشهادة لهم بالبر والاحترام والأخلاق الرفيعة، مما يبرهن على أن مثل هذا الموقف العظيم ليس بمستغرب على خالد وأبناء الجبري.
اللافت أن مثل هذا الخبر مرّ مرور الكرام على إعلامنا الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي دون توقف يستحقه من الثناء والتقدير. نبارك لأسرة الجبري هذا الوفاء المتأصل، وللكابتن خالد نجاح الجراحة التي أجراها، ونتمنى لوالدته وله الشفاء الدائم، وأن يهتم إعلامنا الرياضي بمثل هذه القصص وأصحابها وتقديمهم كنماذج يحتذى بها.