سعد الدوسري
تكشف الأزمات معادنَ الناس، ويتضح من خلالها مَنْ يفكر بطريقةٍ تخدم بلاده، ومن يفكر بطريقة تخدم نفسه. اليوم، هناك من يقدّم ذاتَهُ على ذات وطنه. وحين تسأله: لماذا تهتم بتلميع صورتك إلى هذا الحد؟! يجيب: لأنني أدافع عن بلدي!! وهل من يدافع عن بلده، يستخدم لغةً مسيئةً هابطة، ويستميتُ استماتةً بالغة، في لفت أنظار رواد وسائل التواصل الاجتماعي؟!
لا مجال في خضم تلك الأحداث المتسارعة، أن نُنظّر في أساليب الدفاع عن الوطن، أو أن نلقي محاضراتٍ إلكترونية في أنماط الكتابة الوطنية! ما علينا إلا أن نحصّن أنفسنا من فيروسات الكذب والدجل والحقد والتآمر، وأن نؤمن بأنَّ بلادنا تمرُّ بظروف صعبة، وأن أي إذن ستصغي لمن يدّعون أنهم ناصحون مخلصون، قد تقع في محظور الارتياب والتشكك، وسوف يصير هذا الناصح، مجرد باحث عن الشهرة والنجومية، قد يتساوى عنده الوطن مع الفريق الذي يشجعه.