محمد آل الشيخ
رغم أنهم ينكرون، إلا أنني على قناعة تامة أن جماعة الإخوان الإرهابية ونظام الملالي في إيران، لديهم تنسيق تام في المواقف، بالشكل الذي يخدم توجهات الإسلام السياسي. كما أصبح، من الثابت وبالوثائق أن إيران وقاعدة ابن لادن يعملون بتناغم فيما بينهم، وغني عن القول إن القاعدة هي الذراع المسلح لجماعة الإخوان، وهذا ما يدركه الأمريكيون، الذين يملكون من الوثائق ما يؤكد ذلك. كما أن جماعة الإخوان يعون تمامًا أن سقوط إسلام الشيعة السياسي يعني أن اندثارهم سيكون من أهم تبعات هذا السقوط. أنموذج الدولة الثيوقراطية التي يشترك في الدعوة إليها الإخوان وملالي إيران هي ضد العصر ولا يمكن أن تحقق مصالح الناس. إيران بلغت من الانهيار الاقتصادي درجة جعلتها غير قادرة على المقاومة لمدد طويلة، ربما أن السبب الرئيس الذي جعل انتفاضة شعبية تتأجل يعود إلى أن المعارضة الإيرانية بمختلف توجهاتها ومشاربها تفتقد إلى القيادة الموحدة، لكن (الجوع) الذي يمر به الإيرانيون يتفاقم، والعملة الوطنية تتدهور، وفي النهاية فإن (ثورة جياع) ستكون المصير إلا إذا رضخ ملالي إيران للجلوس مع الأمريكيين على طاولة الحوار، وأنا بالمناسبة لا أستبعد ذلك، فالإيرانيون سيقاومون حتى الرمق الأخير، وعندما يصلون إلى قناعة مؤداها إما السقوط أو التفاوض سيتفاوضون. ولكن ما أخشاه حقيقة أن يقدم الإيرانيون تنازلات لإسرائيل بالشكل الذي يحقق لإسرائيل أمنها، مقابل أن يتركوا أذرعة إيران التوسعية في المنطقة تعمل كما كانت عليه، وبالذات حزب الله والحوثيين. لأن من مصلحة الغرب وصناعة السلاح الغربية وجود (بعبع) يدفع الدول الخليجية الثرية لشراء مزيدٍ من الأسلحة، لذلك فأنا على يقين أن بقاء الحوثيين في اليمن، (يعني أن هناك قوة إرهابية مثل حزب الله) في خاصرتنا في اليمن، وهذا ما يجب ألا نقبل به مهما كانت الضغوط، لأنها قضية وجودية، يترتب عليها أن نكون أو لا نكون.
جماعة الإخوان الإرهابية وحلفاؤها ملالي إيران يعتبرون المملكة والإمارات عدوين وجوديين لهما، وفي تقديري أنهم يدركون أن هز استقرارهما على المدى القصير ضرب من ضروب المستحيل، لذلك فهم يعملون على المدى البعيد، وساحتهم ليس في القوة الصلبة وإنما في القوة الناعمة؛ ولا بد من الاعتراف أننا أهملنا بناء قوة ناعمة مؤثرة إلى درجة التفريط، رغم أننا نملك كل أساب بنائها.
كل ما أريد أن أقوله في هذه العجالة إننا يجب ألا نكتفي بالحصار الأمريكي مهما كان قويًا لإضعاف نظام الملالي في إيران، لأن الأمريكيين في نهاية المطاف يهمهم أمن إسرائيل، وإذا تحقق لهم ذلك بشكل يجعلهم يطمئنون إليها، فليس بالضرورة أنهم سيعمدون إلى تقليم أظافرها بالشكل الذي يحفظ لنا أمننا واستقرارنا.
إلى اللقاء