«الجزيرة» - المحليات:
أعلن معالي وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء، الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، انطلاقة المحاكم العمالية في كل أنحاء المملكة ضمن منظومة القضاء السعودي، وذلك بعد تدشينه أعمالها أمس (الاثنين)، وقيامه بجولة تفقدية في المحكمة العمالية بالرياض ودوائرها القضائية بعد أن استغرق العمل في تحقيق المهمة نحو ثلاث سنوات، بذلت فيها وزارة العدل جهودًا كبيرة من أجل أن تكون تجربة عدلية نوعية في تميزها، وتكون أنموذجًا لبقية المحاكم في المملكة.
وشدَّد وزير العدل أثناء جولته التفقدية في المحكمة العمالية بالرياض على أهمية الإنجاز الذي حققته الجهات العدلية والقضائية وشركاؤها في الجهات الحكومية الأخرى، بوصف نقل المحاكم العمالية إلى وزارة العدل يعتبر الحلقة الأخيرة المتبقية من إكمال منظومة القضاء المتخصص التي نص عليها نظام القضاء السعودي. مشيرًا إلى جهود المجلس الأعلى للقضاء في هذا الصدد التي كان لها الأثر البالغ في التمهيد لهذه النقلة النوعية في مفهوم القضاء المتخصص وما له من أثر استثماري واقتصادي.
وأكد الصمعاني أن تجربة المحاكم العمالية ستكون مختلفة عن غيرها؛ إذ تأتي في مرحلة مفصلية من تاريخ القضاء السعودي، تشهد فيها المنظومة تحولاً رقميًّا وإجرائيًّا ومؤسسيًّا، يواكب ما تشهده بلادنا من قفزات تنموية واقتصادية، تقف خلفها قيادة رشيدة، رفعت سقف التحدي لبناء وطن طموح، ينعم بالتطور والاستقرار والازدهار في كل الجوانب السياسية والاقتصادية والعدلية، وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي باتت البلاد تعيش برامجها واقعًا ملموسًا وأرقامًا دولية وإقليمية مبشرة بحمد الله، وذلك بعد مُضي فترة وجيزة من إقرارها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقيادة سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -. وأكد معاليه أن مسار العمل في المحاكم العمالية سيكون رقميًّا بالكامل بما يخدم المستفيدين، ويسهل عليهم إنهاء قضاياهم في وقت وجيز؛ وهو ما سيجعل المحاكم بيئة خصبة للتحديث والتطوير. منوهًا بأهمية سرعة الإنجاز، والاستفادة من التقنية في تحقيق ذلك. داعيًا إلى مراعاة أن المحاكم العمالية ستكون أنموذج عمل، يُستفاد منه في المحاكم الأخرى، وأن القضاة المخصصين للقضاء العمالي في محاكم الدرجة الأولى والاستئناف روعي عند ترشيحهم تنوُّع خبراتهم وتجاربهم وفق معايير الكفاءة القضائية والعلمية اللازمة.
وأعرب معاليه عن شكره لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية على جهودها وتعاونها في انتقال هيئة الخلافات العمالية إلى المحاكم العمالية بوزارة العدل وفق بيئة رقمية متكاملة لقضاء متخصص، وبعمل مؤسساتي متكامل. لافتًا إلى أن هذا التعاون أسهم في سرعة نقل المهام الإجرائية القضائية العمالية إلى مظلة وزارة العدل بكل يُسر وسهولة. إلى ذلك، أصدر معالي وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء تعميمًا بمباشرة المحاكم والدوائر العمالية والدوائر العمالية بمحاكم الاستئناف اختصاصاتها المنصوص عليها في نظام المرافعات الشرعية بدءًا من اليوم. كما تضمن القرار تحديد 6 دعاوى يسيرة، لا يقبل الاعتراض عليها بعد صدور الحكم من محكمة الدرجة الأولى؛ وذلك لدعم تحقيق العدالة الناجزة. وحدد المجلس الأعلى للقضاء تلك الدعاوى غير القابلة للاعتراض (تدقيقًا أو مرافعة) بأنها التي لا تزيد قيمة المطالبة فيها على عشرين ألف ريال، والمطالبة بشهادة الخدمة، والمطالبة بالمستندات والوثائق المتعلقة بالعامل والمودعة لدى رب العمل، والاعتراض على قرارات لجان عمال الخدمة المنزلية ومَن في حكمهم.
ومن القضايا التي لا تقبل الاعتراض بالاستئناف دعاوى التظلم من قِبل أصحاب العمل والعمال الذين لم تقبل اعتراضاتهم ضد أي قرار صادر من جهاز مختص في المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية إذا كانت الدعوى تتعلق بوجود التسجيل والاشتراكات أو التعويضات فيما لا يتجاوز عشرين ألف ريال.
فيما أوضح المجلس الأعلى للقضاء أنه تحال إلى المحاكم والدوائر العمالية الدعاوى المقيدة في إدارات التسوية الودية بعد التاريخ المحدد لمباشرة المحاكم أعمالها, وأن تستمر الدوائر المختصة حاليًا بتنفيذ قرارات وأوامر هيئات.