فهد بن جليد
الوقت مناسب جداً كي تتدخل وزارة الثقافة وتُمارس دورها المُنتظر والمأمول في تنظيم الصوالين الثقافية وتخصيص موضوعاتها, لرفع مستوى الوعي الثقافي، بعيداً عن سطوة بعض أصحاب الجاهة والمال من المُقتدرين ومُحبي الظهور الإعلامي، وبما يضمن بقاء هذه الصوالين مُتمتعة بالحرية المسؤولة حتى تؤدي دورها الثقافي والريادي الفعَّال في خدمة الوطن والمُجتمع, وجذب المُثقف السعودي, ودعم الموهوبين والمُثقفين الشباب ومُساندتهم، وطرح الأفكار الخلاَّقة والبناءة, ومُناقشة الموضوعات والقضايا المُعاصرة في تخصص ومجال كل صالون ولجمهوره المُحدَّد.
تنظيم هذه الصوالين والمُنتديات أسنِد لعدة لجان ثقافية وجهات في وزارة الثقافة والإعلام (سابقاً) أو في أمارات المناطق، وقد أدت دورها مشكورة في هذا الجانب لتلك المرحلة، وأنتجت لنا العديد من الصوالين الجيدة والفاعلة, أمَّا اليوم ومع ولادة وزارة الثقافة أظنُّ أنَّ شكل هذه الصوالين ودورها في حاجة للتطوير أكثر، ليواكب طبيعة وحاجة المُجتمع السعودي ورؤيته للمُستقبل، بفتح المجال لانتشارها أكثر بما يضمن عودتها لتؤدي دورها الريادي والتاريخي بكل قوة وفعالية كمنابر لنشر الثقافة، ووعاء للمعرفة والنقاش الهادف والبناء، والاتصال والحوار الفكري والثقافي والمعرفي بين مُختلف شرائح المُجتمع، ولتكريم العلماء والناجحين أيضاً، والتعريف بتجاربهم، والأهم أن تكون لقاءات ثقافية مُثمِرة تعود بالنفع والفائدة، تزيد من لحمتنا الوطنية وتماسك مُجتمعنا، وتدافع عن قضايانا وثقافتنا وأخلاقنا، وأن يتم تحصينها ضد أي استغلال حزبي أو فكري لخدمة أجندات أو بث أفكار مسمومة أو منحرفة.
النوع أهم من الكيف هنا, فصالون ثقافي واحد ينتظم في انعقاده، ويرتقي بذائقة حضوره، وينتقي نوعية ضيوفه، أفضل بكثير من صوالين عدة تتسابق في استضافة المسؤولين ومشاهير التواصل الاجتماعي بحثاً عن السمعة والوجاهة، تمنحهم الكلمة كاملة وتمنع الاختلاف أو التداخل معهم أو حتى مُناقشتهم، ليلتها باهتة تُختتم بعشاء باذخ, دخولها بدعوات خاصة ومُسبقة, أشبه ما تكون بالمناسبات الخاصة والشخصية بين المُضيف وضيفه، وأبعد ما تكون عن الثقافة وفكرها, وإن كانت تحمل اسم صوالين ثقافية أو أدبية.
وعلى دروب الخير نلتقي.