اختتم المدير العام لأوفيد (صندوق أوبك للتنمية الدولية) سليمان جاسر الحربش مسيرته المهنية بزيارة رسمية رفيعة المستوى إلى الأردن، تم خلالها توقيع اتفاقيتَي منح بقيمة إجمالية قدرها 550 ألف دولار أمريكي مع سمو الأميرة غيداء طلال رئيسة هيئة أمناء مؤسسة الحسين للسرطان، وإيناس الطائفي مديرة المركز السعودي لتأهيل وتدريب الفتيات الكفيفات.
وتهدف المنحة الأولى المقدَّمة لمؤسسة الحسين للسرطان، وقيمتها 400 ألف دولار أمريكي، إلى الإسهام في شراء الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لتشخيص وعلاج مرضى السرطان في المباني الجديدة التي أُضيفت إلى المركز بعد مشروع التوسعة لاستفادة أكثر من أربعة آلاف مريض سنويًّا. وتعد هذه المنحة الثالثة من نوعها؛ إذ سبق أن قدم «أوفيد» منحتَين، بلغ مجموعهما مليون دولار أمريكي، لشراء أجهزة الأشعة اللازمة للمؤسسة.
وقد علق الحربش على هذه المهمة بالقول: «إنه لمن دواعي فخري واعتـزازي أن أختتم عملي في أوفيد بمهمة إنسانية، تجسد رؤية منظمتنا وغاياتها». وأشار إلى توقيع هاتين الاتفاقيتين باعتباره مَعلمًا متميزًا في تاريخ تعاون أوفيد مع المؤسسات الأردنية العاملة في مختلف القطاعات.
وأشاد الحربش خلال مراسم التوقيع مع مؤسسة الحسين للسرطان بالشراكة بين أوفيد ومركز الحسين للسرطان، الذي وصفه بأنه «أحد مراكز التميز في تشخيص وعلاج السرطان في الشرق الأوسط، فضلاً عن الدور الإنساني الذي ينهض به من خلال برامج مخصصة لصالح مرضى السرطان من الفئات الأشد فقرًا وتهميشًا في الأردن، إضافة إلى تقديمه العلاج والخدمات الشمولية إلى العديد من مرضى السرطان من البلدان المجاورة التي عصفت بها النزاعات، كسوريا والسودان وفلسطين واليمن».
وشدد المدير العام على أن تحقيق جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 يتطلب مثل هذه الشراكات الشاملة التي تُبنى على الرؤى والأهداف المشتركة.
وأشار الحربش إلى أن «أوفيد يولي قطاع الصحة ما يجدر به من اهتمام؛ إذ يعد تعزيز الرعاية الصحية ومكافحة الأمراض من أعمدة التنمية وأركانها التي نص عليها الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المعني بضمان تمتُّع الجميع بالصحة الجيدة».
وفي كلمتها أعربت الأميرة غيداء عن امتنانها لأوفيد على عطائه، وقالت: «إن الدعم المتواصل الذي يقدمه أوفيد يساعدنا على إنقاذ حياة مرضانا. إننا نقدر كثيرًا هذه الشراكة التي تعزز تحقيق مهمتنا من أجل توفير أفضل علاج لمرضى السرطان في الأردن ومنطقة الشرق الأوسط». كما أشادت بالمساهمات السخية التي قدمتها اثنتان من الدول الأعضاء في (أوفيد)، هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لدعم مشروع توسعة مركز الحسين للسرطان الذي أُنجزت أعماله قبل نحو عام من الآن.
يُذكر أن برج المرضى - وهو أحد المباني الجديدة ضمن المشروع - قد سُمي تيمنًا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيـز آل سعود، كما أُطلق اسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على مبنى العيادات الخارجية المتخصصة.
أما بالنسبة إلى المنحة الثانية المقدَّمة إلى المركز السعودي، وقيمتها 150 ألف دولار أمريكي، فتهدف إلى تمويل عمليات تأهيل وتوسعة المركز لاستيعاب المزيد من الكفيفات، وتوفير التدريب والدعم النفسي والاجتماعي للفتيات الكفيفات من عدد من دول المنطقة. وتُعتبر هذه المنحة الثانية من نوعها التي يقدمها أوفيد للمركز.
ولدى توقيع الاتفاقية مع المركز السعودي أثنى الحربش على «جهود المركز الساعية إلى محو الأمية في أوساط الكفيفات، وتمكينهن من تحصيل العلوم والمعارف بطريقة برايل، وتنمية مهاراتهن، وتدريبهن على بعض الحِرف والمهن التي من شأنها تمكينهن من الإسهام في خدمة مجتمعاتهن، وهو ما نعده أساسيًّا لدرء الفقر، والدفع قُدمًا بجهود التنمية». مشددًا على أن غايات المركز تلتقي مع رؤية أوفيد ومهمته.
ومن جانبها، أعربت إيناس الطائفي، مديرة المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات، عن امتنانها لدعم أوفيد المتصل للمركز، وقالت: «إن برامج التدريب وبناء القدرات التي نفذناها للكفيفات بتمويل سابق من أوفيد قد غدت من بين أهم قصص النجاح التي حققناها، ونعتز بها». يُشار إلى أن تعاون أوفيد مع الأردن من خلال مختلف النوافذ التمويلية قد بدأ بعملية ضمن مرفق إقراض القطاع العام، ترجع إلى العام 1977، بعد إنشاء المنظمة؛ وهو ما يجعل من الأردن أحد أوائل البلدان الشريكة مع أوفيد.