د. صالح بكر الطيار
قدمت الأسبوع الماضي محاضرة عن الإرهاب في واشنطن وتحدثت فيها عن السلبيات الكبرى للفكر المتطرف وما يحمله الغرب من فكر عقيم أنتجته مؤامرات الإسلام السياسي والنظرة المتشددة عن الإسلام وذلك بعد أحداث 11 ولمست يقينا أن إعلامنا في الخارج يحتاج إلى تكثيف العمل من خلال السفارات والملحقيات إضافة إلى أهمية عقد الندوات والمؤتمرات التي تركز على تغيير النظرة السائدة في الغرب عن المجتمع المسلم وعن تعاليم الدين التي تحث على تقبل الآخر ومحاورته لقد سعدنا كثيرًا بالقرار الحكيم من قائدنا ومليكنا خادم الحرمين الشريفين بإعادة هيكلة جهاز الاستخبارات السعودية الأمر الذي سيسهم في إيجابيات متعددة في الداخل والخارج تسهم في تنفيذ أهداف الدولة وحماية مقدراتها بشكل مؤسساتي يسهم في تلافي الأخطاء ومعالجة القصور في ظل عزم وحزم يسير بدولتنا إلى مصاف العالم الأول ويجعلها أنموذجا تتحدث عن كل القارات.
لقد أكدت في أكثر من مقال سابق أننا نتعرض إلى حملات منظمة من الإعلام المأجور الذي يوجد له جذور وأعوان في كل دول العالم الذي يمارس حربًا إعلامية مضللة تستهدف وطننا وقيادتنا وشعبنا ومقدراتنا ويسانده في ذلك التابعون له والمصفقون لهذا الباطل. وطالبت بوضع خطط إستراتيجية كفيلة بإيصال الصوت الصادق إلى كل أصقاع الأرض في ظل أهمية وجود حملات مضادة ودفاعية أمام إعلام المرتزقة الذين يروجون الشائعات وينشرون الأكاذيب والادعاءات الباطلة وسط قصور من الإعلام الخارجي لنقل المشهد الحقيقي والبراهين الكاملة التي ستهزم كل ظلالات الإعلام المعادي فهي في النهاية حرب إعلامية يعد لها الحاقدون الاستعداد ويوظفون لها الشبكات المختلفة والفرق التي تستهدف وسائل التواصل الاجتماعي وتدخل بين صفوف الآخرين للتشويه وتنفيذ أجندات ضد بلدنا.
يجب أن تتم الاستعانة بفرق عمل في الخارج لتنفيذ سياسات إعلامية خارجية والاستعداد لإقامة ندوات ومؤتمرات كبرى تقام في دول كبرى لها علاقاتها المشتركة وشراكات في مختلف الأصعدة مع بلدنا والإيعاز لمراكز الدراسات المتخصصة ذات الخبرة والباع الطويل للدفاع عن مقدرات دولتنا وفي إيصال الصوت بجلاء ووضوح إلى أسماع العالم كله والتحاور مع أقطاب الخلاف وأطراف العداء حتى ندمغ باطلهم بالحجج على طاولات الحوار وأن نركز على نشر نتائج هذه الندوات والدراسات بشكل موسع حتى تصل الفكرة بشكل مهني إلى العالم أجمع وأن ننظم بشكل مستمر التكتيك اللازم لردع المنظمات والخلايا السرية التي تعمل لصالح أنظمة حاقدة على بلادنا وأن نتحد جميعًا لرفع النداء العالمي في كل مواقع الرأي ومجالات الحوار والمناقشة من خلال الخبراء الوطنيين المتخصصين حتى يكونوا سفراء للإعلام الخارجي ونماذج وطنية مخلصة تدافع عن الدولة والقيادة في كل مكان وزمان حتى يعلم العدو أن إمكانياتنا الخارجية تفوقه وتنتصر عليه.
حان الوقت لرفع معدلات الاستعداد للاستنفار لمواجهة هذه الحملات المغرضة بشكل موضوعي ومخطط ومرتب له بشكل منظم ومستمر.