يوسف بن محمد العتيق
منذ القدم، بل منذ أن عرفت البلدان والأوطان وهناك تلازم بين القائد بوصفه رمزاً لهذا البلد وبين البلد الذي يقوده، فهو الرمز، ولا يمكن أن تتحدث عن وطن دون أن تتحدث عن رموزه، فالحاكم هو المظلة التي جعلها الله سبباً للاستقرار، وعليه تجتمع الكلمة.
وتخيل سفينة تضرب البحار وتصارع الأمواج دون قائد، هل يمكن أن تصل؟
فما بالك بوطن يجمع أصنافاً متنوعة من الناس والاهتمامات والأفكار والطموحات، لو كان كل واحد منهم يقود نفسه، هل تستقر سفينة المجتمع.
لجل هذا لا يتردد العدو عن إرادة الفتك بالمجتمع والنيل منه أن يصوب سهامه لرموز الوطن ليفقد المجتمع الثقة فيهم يبدأ في تفكيك المجتمع المفكك أصلاً.
قيمة الحاكم كبيرة حسية ومعنوية، ولجل هذا أتت نصوص الشرع والقانون، وقبل ذلك العقل والفكرة محذرة من شق عصا الطاعة حتى لا يتحول المجتمع إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف.
ولأجل هذا وذاك، فإن حديث بعض المرتزقة والحاقدين والحاسدين من عرب وعجم على قيادات وطننا بالتشكيك أو سيء الكلام فإنما هو حديث في الوطن ولأن نقد الرموز هو مدخل لنقد بيئة هؤلاء الرموز.
فالواجب عدم إعطاء مثل هؤلاء مدخلاً ولو يسيراً لبث سمومهم في مجتمعنا، وأن نكون كما كان أسلافنا قريبين من ولي الأمر، مطالبين ومطلعين لحقوقنا وفق الطريق المناسبة، قائمين بواجباتنا بالطرق نفسها.