د.عبدالعزيز الجار الله
أيّ حديث يدلي به سمو الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات العامة الأسبق 1977 - 2001م والسفير السعودي في بريطانيا حتى عام 2005 والسفير السعودي في أمريكا حتى 2007م يبقى حديثه الأعمق والخبير المتمرس في العمل السياسي، كونه عمل في أخطر المراحل التي شهدتها السعودية والخليج: الحرب الروسية أفغانية 1979حتى 1989م وقيام الثورة الإيرانية عام 1979، احتلال العراق للكويت عام1990 وتحرير الكويت 1991، وأحداث 11 سبتمبر عام 2001 في أمريكا، واحتلال أمريكا للعراق عام 2003م. فهذه الفترة التاريخية هي المسؤولة عن حاضر ومستقبل الشرق الأوسط، لذا يعتبر الفيصل خبيراً بالمرحلة السياسية السابقة وله قراءة سياسية قوية بالحاضر مبنية على السجل -تاريخي وسياسي- الطويل.
ومن هذه المعطيات المشبعة بالعمل الدبلوماسي والعسكري والسياسي ينظر إلى حديثه بالعمق وتحليل المستقبل حيث قال الأمير تركي الفيصل لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في الحديث الذي أجرته معه قال تركي الفيصل: أنه إذا تم إجراء استطلاع لآراء السعوديين اليوم سيكون الأمير محمد بن سلمان أكثر شعبية مما كان عليه منذ أسبوعين.. وأرجع ذلك إلى شعور السعوديين بأن قائدهم يتعرض ظلماً لهجوم من وسائل الإعلام الغربية وذلك ينطبق على العائلة الحاكمة أيضاً، فهم يشعرون أن هذا الهجوم يأتي ضد السعودية والعائلة الحاكمة وليس ضد الأمير محمد بن سلمان فحسب. (جريدة الجزيرة الخميس الماضي).
ويمكن الإضافة على حديث الأمير تركي الفيصل أن الشعب السعودي يشعر أن حملة جمال خاشقجي التي يقودها الغرب ضد بلادنا أن المستهدف ليس فقط سمو ولي العهد وإنما الشعب السعودي وأرضه وخيراته ومقدراته، والمقصود أيضاً عروبة الأرض العربية والمقدسات الإسلامية، وما عجزوا عن تحقيقه في الربيع العربي أراد الغرب تحقيقيه في أزمة خاشقجي، الحصار الاقتصادي ووقف مبيعات الأسلحة وتدويل قضية مقتل خاشقجي ومحاكمة الدولة والحكومة.
لكن الله العزيز الحكيم أَطْفِأ نارهم ونورهم وإن كانت الأزمة لم تنته، لكن كشف الله نواياهم وحقدهم الغربي الدفين والبغيض وبخاصة أوروبا كذلك الحال قطر وقناة الجزيرة، وبالمقابل أبان الله لنا أصالة هذا الشعب الكريم وإلتفافه حول قياداته ومحبته لحكومة وصدق مشاعره لرموز هذا الوطن، وهي كذلك من العوامل الكبيرة التي أفشلت مساعي الغرب، وعملت على تعرية مواقف أوروبا وقطر وقناة الجزيرة والعاملين بها.