ياسر صالح البهيجان
المملكة خلال الأعوام الثلاثة الماضية واجهت حملات إعلاميّة شرسة تجاوزت نطاق القنوات الفضائية والحسابات الإخبارية الصفراء المنتشرة في شبكات التواصل الاجتماعي والمدعومة من حكومات تُظهر العداء للمملكة أو تبطنه، لتصل إلى وكالات أنباء عالميّة وصُحف دوليّة كان يُعتقد بأنها حقًا مستقلة وغير موجّهة.
وثمة قاعدة تقول: إن أردت أن تعرف الجاني فابحث عن المستفيد من الجريمة؟ ولا شك في أن تأجيج المجتمعات تجاه المملكة حكومةً وشعبًا جريمة غير أخلاقيّة، وبالضرورة هناك مستفيدون من هذه الحملات الآثمة وهذا ما نود تسليط الضوء عليه.
لعلنا نعود قليلاً لأبرز القرارات السياسية الحاسمة التي اتخذتها المملكة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، والمتمثِّلة أولاً، في الإعلان عن عاصفة الحزم لمنع الحوثي من الاستيلاء على السلطة في اليمن وهو المكوّن المدعوم من ولاية الفقيه في إيران لفتح جبهة صراع جنوبي المملكة بهدف تهديد أمن وطننا وزعزعة استقراره، وثانيًا، مقاطعة النظام القطري بعد ثبوت تورّطه في تمويل ودعم الإرهاب وجماعات الإسلام السنِّي المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وثالثًا، توطيد العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل رئاسة الجمهوري دونالد ترامب وإبرام صفقات تاريخيّة أوجعت الحزب الديمقراطي، بعد أن تمكّن ترامب من الإيفاء بمعظم وعوده الانتخابية ذات الصلة بالاقتصاد الأمريكي وخفض معدلات البطالة.
قرارات المملكة السابق ذكرها، جعلت ثلاثة أطراف يتجهون إلى محاولة شيطنتها دوليًا عبر وسائل الإعلام، وهي نظام ولاية الفقيه في طهران وأتابعه مع ميليشيات طائفية كحزب الله والحوثي، وجماعة الإخوان المسلمين المتمركزين في الدوحة والمسيطرين على صناعة قرارها ومن لف لفهم من أحزاب كحزب العدالة والتنمية والنهضة وحماس وغيرها، والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأمريكيّة والتيارات الرافضة لاستمرار ترامب في السلطة والذين يرون بأن الإساءة للمملكة هي إحدى الأوراق الرابحة لحرمان الرئيس الجمهوري من أصوات الناخبين خلال الانتخابات النصفيّة التي ستنعقد في نوفمبر.
الأطراف الثلاثة تحالفت ضد المملكة في حرب إعلاميّة غير أخلاقية ولا مهنيّة، رغم أن أحدها يحمل طابع التشيع الفارسي، والثاني هويته سنيّ متطرّف، والثالث إيمانه مسيحيّ ليبرالي، لكن اختلافاتهم تلاشت في ظل أطماع وأحقاد متعددة الهوى والمشارب.
قدر الدول الكبرى أن تواجه مثل هذا النوع من التحالفات الهجينة وغير المنطقيّة، وبفضل الله تمكنت المملكة من مواجهة ظروف أكثر قسوة مما يجري اليوم على الساحة الإعلاميّة الدوليّة، والتي تحوّلت مع الأسف إلى ميدان لنيل الأهداف غير النبيلة، ومسرحًا للأكاذيب والشائعات، لذا لن يزداد وطننا إلا قوّة؛ في ظل وجود قيادة حكيمة، وشعب قال عنه ولي العهد جبار وعظيم.