صيغة الشمري
لا نبالغ إن قلنا بأن وسائل الإعلام الجديد ومنصاته قد أثرت في كل شي، بدون استثناء، غيرت السلوك البشري عن بكره أبيه، ومع تقادم السنوات سوف يصل لتغييره بشكل جذري لايمكن تصديقه أو تخيله بتاتاً، عندما تتوالى الأجيال وتختفي تلك الأجيال التي عاشت ماقبل زمن العالم الرقمي، سيصبح تأثير الإعلام الجديد على البشرية مركزاً وله تأثير هائل بشكل لايتخيله عقل، حيث يصبح أقصر الطرق للوصول إلى قلب الإنسان وعقله عبر جهاز اتصاله المحمول، ولم يعد هناك خير جليس للإنسان سوى جهازه المحمول، أصبح كل ماكان يكلفك وقتاً طويلاً يمكن انجازه بطرفة عين عبر ضغطة زر لاتكلفك جزءاً من ثانية، لذلك لاغرابة إن طال هذا التأثير الجارف للإعلام الجديد طريقة ومفهوم الاتصال المؤسسي سواء في المنشآت الحكومية أو الخاصة، مع ملاحظة أن القائمين على الاتصال المؤسسي في بلادنا لايواكبون التطورات الجديدة التي تطرأ على هذا العلم وعلى نظرياته ومستجداته، مما يضيع الكثير من مجهودات زملائهم في المنشأة بشكل قد لايعيه المسؤول عن المنشأة لجهله بالوصفي الوظيفي للمسؤول عن الاتصال المؤسسي في منشأته ولايعرف حتى ماهي الإنتاجية المطلوبة منه، مما يجعل الأمور تبدو شكلانية أكثر مما هي واقعية على أرض الواقع، أكثر مايواجهه المسؤول المميز عن الإتصال المؤسسي هو جهل مديره المباشر فيما يخص هذا التخصص ويزيد الطين بله جهله ايضا في دور الإعلام الجديد وأهميته، وهي المشكلة التي لم أجد زميلاً اتصالياً لايعاني منها والكل لديه هذه المشكلة بنسب مختلفة، حتى أن أكثرهم يضطرون للعمل بالطريقة القديمة لضمان رضى مدرائهم التقليدين عنهم، حتى وصل بعضهم لدرجة فقد مهاراته في الاتصال المؤسسي وتطوير مهاراته في العلاقات العامة الكلاسيكية كون مديره لايفهم سواها، هذا غير معاناته في إيجاد موظفين مؤهلين لشغل هذه المهمة مما يضيع جل وقته في تدريبهم ومراقبة أداء عملهم نظراً لخطورة حدوث أي خطأ اتصالي من موظف، لأن الأخطاء في هذا المجال أكثر ضرراً وتأثيراً من الأخطاء التي كانت تقع في الإدارة القديمة.