تعيش المملكة العربية السعودية في عصر الثبات والمرحلة المستقرة، رغم الحروب والانهيارات الاقتصادية التي تشهدها المنطقة من حولها؛ ما يشير إلى قوة ومتانة اقتصاد هذا البلد، وعطائه الكريم على نفسه وعلى الآخرين، وذلك بمد يد العون للجميع دون أي تحيز أو كراهية وتصنيف. رغم الهزات السياسية والاختلافات التي عاشتها بعض الدول الأخرى إلا أن الشعب السعودي يبقى دائمًا عند حُسن ظن قيادته الرشيدة به بالالتفاف حولها في زمن ضاعت فيه دول، وضيَّعت أمنها وأمانها. تبقى سياسة المملكة الحكيمة هي الناجحة بعد توفيق الله في تجنيب هذا البلد كوارث، كادت تقع لولا لطف الله. تصدت المملكة دائما لكل عمليات التخريب التي تحاك ضدها في الخفاء من أيادٍ خفية وحاقدة منذ القدم على حكومة السعودية وشعبها. صنعت هذه الأيادي الظالمة ضد المملكة الهجمات الإرهابية الحاقدة والمميتة، وأنتجت الأفلام، وأنشأت القنوات الإعلامية للتأثير على أبناء هذا البلد، والدخول بينه وبين قيادته.. إلا أن الشعب يبقى دائمًا في كل اختبار ناجحًا وفيًّا في حب قيادته وولاة الأمر، كما يبادلهم أيضًا ملوك هذا البلد الحب والوفاء والانتماء نفسه؛ لذلك يعيش السعوديون - وأنا أحدهم - في خير عظيم وأمن وأمان تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسياسته الحكيمة والرشيدة التي جعلتنا نشعر بقيمتها عندما ننظر لما يجري في الدول الأخرى التي حصل فيها ما حصل من خراب وانتهاكات لحقوق الإنسان وتدمير وتشريد؛ وهو ما يعطينا درسًا واضحًا وظاهرًا، لا حياد عنه، بأن القوة والعزة من الله، ثم بالالتفاف والحب والوفاء لهذه القيادة الحكيمة.
وانطلاقًا من هذه المبادئ الكريمة تسعى المملكة - ممثلة في كل ما تحمله من مكانة عظيمة في قلب العالم الإسلامي - لمساعدة المتضررين والمحتاجين، ورفع الظلم عن المظلومين. وبعد توفيق من الله، وبالفعل لا القول فقط، نجحت المملكة عندما طُلب منها التدخل في شأن اليمن بطلب رسمي وواضح من الحكام الشرعيين، وكذلك لحفظ حدودها التي أرادت المليشيات (الحوثية) طمرها وتخريبها وتهديدها بالصواريخ والأسلحة الفتاكة التي دعمتهم بها أنظمة ودول مسؤولة ضد الشعب اليمني والحدود السعودية.
ونتيجة لذلك قامت السعودية بإطلاق عاصفة الحزم الشهيرة التي كانت نتائجها استرداد أغلب المدن المأخوذة من المليشيات المحتلة، وردها لأهل اليمن، ودعمهم حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم بأيديهم، فلا خير في شعب لا يصنع لنفسه مع قيادته نظامًا يحميه من مثل هؤلاء المخربين (المليشيا الحوثية).
تابعت المملكة بجانب الدعم العسكري والقوة الدعم الإنساني والمادي والمعنوي لليمن وشعبها، وفتحت حدودها للمتضررين، ورخصت للمقيمين نظام إقامة مؤقتًا حتى انتهاء أزمتهم؛ لذلك هنا ظهر لنا دور المملكة القيادي الحكيم الذي يهتم بمصلحة وحفظ حقوق وكرامة أهل اليمن، وكشف لنا أيضًا قوة دور المملكة الإنساني الذي تجسد كذلك في دعم المملكة المادي والطبي لإخواننا وأشقائنا اليمنيين والسوريين المحتاجين للغذاء، وللاجئين منهم كذلك، ودعم قضية فلسطين والفلسطينيين، والسير نحو السلام العادل ونشره حول العالم موجهة رسالة لكل معتدٍ بحكمة وقوة وحزم دون ضعف وهوان؛ لذا تلعب المملكة دورًا قويًّا في المنطقة؛ وهو ما يوحي لكل من على سطح هذه الأرض بأن السعودية هي مصدر السلام لمن أراد السلام، ومصدر القوة والإصلاح لمن سولت له نفسه الخراب، وأن حكومة المملكة عادلة مع المسلمين أولاً ومع الدول الأخرى من حول العالم أيضًا.
وفي منتهى المطاف لا يسعنا إلا أن نقول: حفظ الله هذا الشعب السعودي العظيم وقيادته الحكيمة من كل سوء. والله الموفق.