يوسف المحيميد
اندفعت بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية في بث أخبار عدد من الانسحابات من المشاركة في توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الثانية، على خلفية قضية وفاة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وهي بذلك تهيئ لإعلان فشل هذا المؤتمر الكبير، والذي تُعقد فيه صفقات ضخمة، لكن ما حدث هو العكس، فالعمل والتخطيط الجيد وثقة المستثمرين جعلت المؤتمر يحصد صفقات مليارية بلغت 212 مليار ريال، بالإضافة إلى إطلاق أحد أبرز برامج رؤية المملكة 2030، وهو برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يربط بين القطاعات الإنتاجية، الطاقة والصناعة والتعدين، فالطاقة بكل ما تشمله من طاقة متجددة، ونووية، وشبكات كهرباء ذكية وغيرها، والتعدين بارتباطه الوثيق بالقطاع الثالث والأهم، وهو قطاع الصناعة، الذي لن يبقى قطاع صناعات أولية وإنما سيُصبِح قطاع صناعات تحويلية، وربط كل هذه القطاعات الإنتاجية بقطاع رابع جديد، هو قطاع الخدمات اللوجستية والبنى التحتية، الذي سيسهم في زيادة الإنتاج، وخفض التكلفة النهائية للمنتجات، بالإضافة إلى زيادة الصادرات السعودية، غير النفطية، إلى الخارج والذي ترتكز على رؤية المملكة 2030.
كل هذه الحملات المنظمة تجاه بلادنا، لم تستطع أن تحقق أهدافها، حتى وإن انسحب بعض المشاركين في المؤتمر، فقد كانت الاتفاقيات المليارية، وحضور أكثر من ثلاثين ألف في ردهات مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات، قد كشفت عن صلابة اقتصاد هذا الوطن، وقدرة رجاله على السير به نحو بر الأمان، وثقة شعبه العظيم بالمستقبل الزاهر، كل هذه العوامل تصنع وطناً قوياً، متماسكاً، في ظل هذه الظروف والتحولات التي يشهدها العالم، وبالذات الشرق الأوسط، الذي ينظر ولي العهد إليه نظرة أمل بأن يصبح يوماً في مصاف الدول المتقدمة.