فهد بن جليد
الحالة المناخية والمطرية (غدق) التي سنعيشها هذا الأسبوع - بإذن الله - توقعها هواة الطقس بغزارة أكثر مما توقعته هيئة الأرصاد وحماية البيئة، بل إن هناك مَنْ أطلق تحذيرات مهمة، وأهاب بالجهات ذات العلاقة إلى أخذ هذه التوقعات الجوية بعين الاعتبار والاستعداد. التحذير لم تطلقه هيئة الأرصاد وحماية البيئة (الجهة الرسمية المخولة الوحيدة بالحديث في هذا الأمر) بالقوة ذاتها - حتى الآن - رغم أننا نتابع آثار الأمطار والسيول في الأردن وبعض دول الخليج والدول المحيطة وشدتها. أعتقد أننا في حاجة إلى توضيح أكثر، وقراءة أدق وأعمق من هيئة الأرصاد، ونشر ذلك بصورة أبسط للجمهور، ولاسيما أن شتاء هذا العام كشَّر عن أنيابه مبكرًا في أكثر من بلد.
مع تقديرنا للمقولة الشهيرة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة بأنها ليست في سباق مع أحد، وأنها تتريث في إعلان التقارير والتنبؤات للتأكد من تأثر الأجواء السعودية فعلاً بها؛ كونها جهة مسؤولة، ترتبط بتقاريرها جهات عدة.. رغم ذلك نأمل مع التطور الكبير في أجهزة الرصد والتحليل ودقتها أن تكون تقارير الهيئة أسرع من أي وقت مضى، على الأقل حتى يكون صوتها أعلى من صوت بعض (المتفيهقين) في التحليل والتنبؤ ممن يصدرون تنبؤات وتوقعات قد تكون غير دقيقة، وتتسبب في إرباك الناس، وتؤثر بشكل أو بآخر على خططهم وحياتهم العملية والمعيشية والاقتصادية مع عدم تفعيل قانون المنع والردع والعقوبات في حديث غير المتخصصين والمخولين في الأحوال الجوية أسوة بما هو معمول به من عقوبات في بعض دول الخليج ومصر والأردن.
الخرائط والصور هي الأصل في تحليل نشرات الأحوال الجوية وتوقعات الأرصاد، حتى أن بعض القنوات العالمية اعتمدت الصور مع الموسيقى في نشراتها الجوية دون كلمة واحدة؛ لذا أتمنى من الهيئة التعامل مع الصور والخرائط برشاقة أكثر، واعتماد الإنفوجرافيك بديلاً أبسط وأوضح من الكليشات التحليلية المعروفة التي تتردد على مسامعنا منذ عقود طويلة بلغة جامدة، لم تتغير أو تتطور؛ على الأقل حتى يفهمها المتلقي العادي أو المتابع الذي يهمه معرفة التوقعات الجوية وتقلبات الطقس، وخصوصًا في مثل هذه الأيام.
وعلى دروب الخير نلتقي.