د.عبدالعزيز العمر
لا شك أن نقد التعليم يطوره ويرتقي به، شريطة أن يكون غرض ناقد التعليم إصلاحه بدافع من إيمانه الصادق بأنه لا صلاح للوطن إلا بإصلاح التعليم. هنا يؤكد المفكرون أن أي كسر يصيب الوطن سوف يجبره التعليم حتما، ولكن للأسف ليس أي تعليم يستطيع ذلك. التعليم الذي يستطيع فعل ذلك هو التعليم المميز الذي صعد بسنغافورة وكوريا، إنه التعليم الذي على رأس أولوياته إعداد المواطن الذي يمتلك قدرا عاليا من المهارات والقدرات والقيم يمكنه من مواجهة مستجدات القرن الحادي والعشرين والعيش فيه والتفاعل مع متغيراته بأفضل كفاءة ممكنة.
وإذا جاز لنا أن نستخدم التشبيهات نقول إن هناك نوعين من التعليم، الأول هو تعليم النحلة، وهو التعليم الذي صنع دول النمور الآسيوية، أما النوع الثاني فهو تعليم الإسفنجة. وهو التعليم الذي لا يظهر إلا في الدول المتخلفة. معلوم أن الإسفنجة تمسك الماء بداخلها، وعند عصرها تقذف الماء خارجها دون أن تغيره أو تعالجه. في المقابل التعليمي ينظر التعليم المتخلف إلى الطالب كما لو أنه إسفنجة، أي أن وظيفة الطالب الإمساك بالمعلومات والاحتفاظ بها في ذاكرته، وفي قاعة الاختبار يتم عصر ذاكرة الطالب لتخرج منها المعلومات كما دخلت إليها دون أن يكون للطالب أي دور في معالجتها أو الاستفادة منها. من جهة أخرى التعليم الذي صنع دول النمور الآسيوية هو تعليم النحلة، معلوم أن النحلة تطوف على الزهور لتجمع الرحيق في جوفها، ثم تصنع منه عسلا تخرجه للناس، في المقابل التعليمي يستقبل الطالب المعرفة من مجالاتها العلمية المختلفة ثم يدمجها ويحللها ويعالجها في عقله ويوظفها في فهم بيئته وحل مشكلاته، وهذا هو التعليم الذي سوف تنقلنا إليه بإذن الله رؤية أميرنا الشاب ولي العهد محمد بن سلمان.