حمّاد السالمي
* مما ورد عن العرب القدامى في أمثالهم: (عشم إبليس في الجنة)، وهو أن (إبليس- الشيطان)؛ الذي اختار الضلالة من البداية، ونذر نفسه لإغواء البشر حتى تقوم الساعة؛ يظن- وظنه خزي وإثم- أنه سوف يدخل الجنة.
* وفي زمننا هذا؛ ابتلينا بأباليس وشياطين كثر، في أثواب بشرية، لا همّ لهم إلا القدح والردح، وعمل عمل الشيطان الذي أخرج آدم من الجنة. يسعون في الضلالة، ويقتاتون على نشر الفتن، ويجهدون لنسج الأكاذيب وتزييف الواقع، ويدفعهم لقبائحهم هذه؛ أماني شيطانية، تعشّش في أذهانهم المريضة بالحقد والحسد والكراهية.
* كمٌّ هائل هم هؤلاء الأباليس، الذين يمتطون سلاح الإعلام في صحف سيارة، وتلفزات وقنوات هنا وهناك. يُظهرون للعامة أنهم خُدّام حق وحقيقة، ونصراء للمظلومين، وجنود الله في أرضه، وهم فجرة كذَبة، ألسنتهم مع من يدفع أكثر، وقلوبهم مع شهواتهم المريضة.
* إن كثيرًا مما تعكسه (الجزيرة) القطرية اليوم؛ من طرح تزعم أنه إعلامي حر نزيه..! يصلح أن يكون مثالًا لما شابهه في نهج التضليل والتزييف الممارس في الشأن العربي والإسلامي على وجه العموم، والشأن السعودي على وجه خاص. ذلك أن ما تُصدّع به رؤوسنا عن بلادنا المنصورة بإذن الله؛ منبعه حقد دفين، وكره مكين، وسياسة مخطط لها من تنظيم الإخوان العالمي وإيران الصفوية، وما قطر و(دوحتها) في خليجنا العربي الأصيل؛ إلا جسر ومعبر لهذه السياسات العدائية الإخوانية الإيرانية، وما تميمها وحمدينها؛ إلا خُدّام منفذون لأوامر: (عزمي بشارة، ويوسف القرضاوي، وخامنئي طهران).
* من لحن أقوالهم نعرف نواياهم وأمانيهم: يتمنون خلق شرخ بين قيادتنا وشعبنا، ونقول لهم: عشم إبليس في الجنة..!
* ويتمنون تأليب عواصم القرار وحلفاء المملكة ضدنا، ونقول لهم: اعرفوا أولًا من نحن..؟ ما المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا، وما تاريخها ومكانتها الدينية والعربية والعالمية..؟ ما حجمها الجغرافي والسكاني والاقتصادي في هذا العالم أيها الأقزام..؟ عشم إبليس في الجنة.
* ومن أمانيهم وأحلامهم: وقف قطار التنمية الطموح الذي انطلق سريعًا برعاية (سلمان بن عبد العزيز)، وقيادة (محمد بن سلمان بن عبد العزيز)، ونقول لهم. خسئتم أيها الأعداء.. عشم إبليس في الجنة.
* ومن أمانيهم الدنيئة: تشويه صورة المملكة في الخارج، وتشويه سمعة قيادتها في الذهنية الشعبية، والسعي لتصوير الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أرسى قواعدها ولي العهد الأمير (محمد بن سلمان بن عبد العزيز)؛ على أنها متعجلة وغير مدروسة.. ونقول لهم: صبرًا يا (آل كذوب). النتائج بدأت تظهر، وخطط التغيير والتحديث أخذت تؤتي أكلها في الجِديّة، ونيوم، والبحر الأحمر، وعلى أكثر من صعيد؛ ترفيهي، وثقافي، ورياضي، وسياسي، واقتصادي، وحقوقي. عشم إبليس في الجنة.
* ومن خططهم الخبيثة؛ تصوير مواقف المملكة السياسية المناصرة لقضايا الأمة العربية؛ في العراق وسورية ولبنان واليمن، ضد الوجود الفارسي في هذه الأقطار العربية، وقيادتها للتحالف العربي، لإنقاذ الشعب اليمني، ومناصرة الشرعية اليمنية ضد الحركة الحوثية الإيرانية في اليمن؛ على أنها عدوان وتعجل وتخبط، وما إلى ذلك من مفردات الخيانة الذي ينضح بها قاموسهم القميء، فهم يتمنون ويحلمون أن تتخلى المملكة عن دورها القيادي والريادي في المنطقة، لكي تبقى إيران سيدتهم، ويبقى الإخوان قادتهم. هنا نقول لهم: قفوا يا أذناب الفرس، ويا عبدة وعبيد الإخوان. عشم إبليس في الجنة.
* كان هؤلاء الأقزام؛ ينوحون علينا ليل نهار، مطالبين بالانفتاح، وسياقة المرأة، وكبح (الشرطة الدينية) كما يقولون، وما إلى ذلك من دعاوى تصور المملكة في أبشع صورة كما يريدون، فلما حقق (التحول الوطني 2020)، وحققت (رؤية السعودية 2030) كل ذلك وأكثر، عادوا يقولون بغير ذلك، ويقدحون في كل هذا، فمن أمانيهم العودة إلى المحطات القديمة، والنكوص عن خطط التغيير والتطوير، حتى نوفر لهم مادة دسمة يرتعون في روثها كما كانوا.. هنا نقول لكم أيها المنافقون: عشم إبليس في الجنة.
* كان هؤلاء الأفاكين من أبواق الفرس والإخوان عبر إعلام الحمدين- وما زالوا- يتمنون فيعملون بكل قوة؛ لضرب العلاقات السعودية الأميركية في مقتل. جربوا ذلك مع العدوان الآثم على نيويورك في 11 سبتمبر 2001م فخابوا، ويجربون اليوم بكل خساسة وتسفّل مع تداعيات قضية وفاة الصحافي (جمال خاشقجي). وبالقدر نفسه؛ يسعون آملين في التشويش على العلاقات المتينة بين السعودية وكل من مصر والإمارات والأردن. ونقول لهم بكل ثقة: خبتم وخاب مسعاكم. عشم إبليس في الجنة.
* ومن أماني وأطماع الكثير من هؤلاء السفلة؛ أن نتأثر بصخبهم وعطبهم ضدنا، فنرخص لهم ريالنا كما أُرخص لهم الريال القطري، بهدف إسكاتهم أو دفعهم للنباح في صفنا..! نقول لكم يا أباليس الإعلام غير النزيه: عشم إبليس في الجنة. ونقول لكم كذلك مثل ما قال شاعرنا العربي الأصيل من قبل:
لو كلّ كلبٍ عوى ألقمته حجراً
لأصبح الصخر مثقالًا بدينار
** **
alsalmih@ymail.com