جدة - عبدالقادر حسين:
اتفق خبراء واقتصاديون على أن مبادرة مستقبل الاستثمار الذي اختتم فعالياته أمس في الرياض، برهن على قوة الاقتصاد السعودي، ورد على الإعلام المضلل الذي حاول تشويه صورة المملكة في الأيام الماضية، وأجمعوا على أن الصفقات التي اقتربت من 200 مليار ستعزز الشراكة المتينة بين الرياض وعدد من العواصم العالمية.
وشددوا على أن كلمات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان خلال المؤتمر حملت رسائل قوية للعالم، وأكدت أن السعودية لا تهتز بسبب حادث عارض أو مؤامرات يحاول بعض المتربصين حياكتها، متوقعين أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الشراكات والاتفاقات التي تصب في صالح قطاعات التنمية والإنشاءات بالمملكة.
العالم عندنا
وقال الاقتصادي الدكتور عبدالله صادق دحلان إن مشاركة أكثر من 120 متحدثاً يمثلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة، بالإضافة إلى 17 مؤسسة عالمية، ووجودهم تحت سقف واحد في فندق الريتز كارلتون في الرياض، يبرهن على مقدرة السعودية كدولة محورية في المنطقة أن تجمع حولها كل دول العالم، مشيراً إلى أن ما يدعو للفخر والاعتزاز أن صندوق الاستثمارات العامة، أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، الذي أطلق العام الماضي هو الذي يتولى تنظيم هذه الفعالية الدولية الضخمة، حيث نجح أن يحشد آلاف المشاركين في كل جلساته.
وأشار أن حضور عدد من الزعامات وكبار المسؤولين مثل ملك الأردن وولي عهد البحرين ورؤساء وزراء باكستان والإمارات ونائب رئيس وزراء أثيوبيا لمبادرة مستقبل الاستثمار، جاء كتأكيد جديد على الثقل الكبير للمملكة سياسياً واقتصاديا في المنطقة والعالم، حيث أكدت المملكة أنها رقماً صعباً في استكشاف وتطوير الاتجاهات والفرص والتحديات التي تشكّل مستقبل الاستثمار العالمي، وتجاوزت الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة، ونجحت أن تعبر فوق كل التحديات التي واجهتها في الفترة الماضية.
كشف المضللين
واستغرب رجل الأعمال محمد عبدالله العنقري الأخبار المضللة التي تصدر عن الإعلام المضلل مؤكدا المملكة أثبتت للعالم قوتها ومكانتها، وقال: لقد رد الحضور القوي مبادرة مستقبل الاستثمار على معلوماتهم المغلوطة التي تحدثت عن اعتذارات بالجملة وحاولت التمادي في تشويه صورة المملكة، وجاء حضور أكثر من 4 آلاف شخص في جلسة واحدة بالمؤتمر ليسجل رقما قياسيا ربما لا يصل إليه مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يقام سنوياً في سويسرا، حيث كان التركيز على دور الشركات والحكومات والمؤسسات العالمية في العمل معًا لتحقيق النمو والازدهار على المدى البعيد.
وأضاف: لقد تضمن المؤتمر أكثر من 40 جلسة وورش عمل ونقاشات عدة تتمحور حول الاستثمار في التحول، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية، كما عقدت 12 ورشة عمل في مجالات متنوعة أديرها نخبة من المتخصصين في قطاعات الثقافة، التواصل، المدن، الاستكشاف، المبادئ، الطاقة، الإعلام، الحياة، الذكاء، المال، الترفيه، والمواهب، مما يبرهن على تنوع وشمولية المؤتمر الذي تجاوز مفهوم الاقتصاد.
اتفاقات مبهرة
واعتبر العنقري على صحة توجه راعيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وقال: «الشعب السعودي كله يقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لتعزيز مكانة المملكة على الصعيد الدولي، والتصدي للشائعات والمؤامرات التي تحاك ضد وطننا الغالي، ولا شك أن الحدث يعزز رؤية 2030، ويرسخ أركان التنمية ويسرع عملية التحول الوطني.
وتابع سيف الله محمد شربتلي رجل أعمال الموضوع أن السعودية أدركت أن المستقبل يركز بشكل كبير على صناعة الطاقة، فجاء توقيع الاتفاقيات في قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية، وشملت شركات “ترافيجورا وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز”.، وتضمنت إنشاء مصهر للنحاس والزنك والرصاص مع مجموعة “ترافيجورا”، واتفاقًا مشتركًا لتشييد مجمع بتروكيماويات متكامل، ومنطقة لأنشطة المصب ضمن المرحلة الثانية من مصفاة “ساتورب” المملوكة ملكية مشتركة بين “أرامكو” السعودية و”توتال”، واستثمارات في محطات الوقود بين “أرامكو وتوتال” أيضًا، علاوة على اتفاقية للمرحلة الثانية من خط قطارات الحرمين عالي السرعة مع “كونسورتيوم إسباني” وأن الاتفاقات التي وقعتها المملكة مع شركات ومؤسسات عالمية والتي قاربت 200 مليار ريال دليل ومؤشر قوي مبادرة مستقبل الاستثمار.