د. محمد عبدالله العوين
كعادته حين يتحدث ويواجه وسائل الإعلام يختطف الأضواء ويجتذب الاهتمام ويطلق الرؤى ببديهة عجيبة، وينثر الأمل المورق في فضاء الوطن العظيم، ويرد بحكمة واتزان وبصيرة على ادعاءات الهمازين المشائين بكل خبيئة كريهة؛ فيصفعهم بثباته وينقض ما بنوه من أوهام بصدقه وواقعيته ويغلق عليهم أبواب التقول؛ فلا يملكون سوى التباكي في قنواتهم وتجييش خلاياهم الإلكترونية لابتداع كذبات جديدة تشتغل عليها أبواقهم.
هذا هو ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان قائد رؤية التجديد وربان سفينة المستقبل وصانع الأحلام العظيمة التي تتحول في كل يوم إلى واقع معاش.
في حضوره المبهر وحديثه العفوي كان النجم الأوحد الذي اختطف الأضواء أمام منتدى مستقبل الاستثمار الذي اختتم أعماله في الرياض الخميس الفائت بعد ثلاثة أيام حافلة بأربعين جلسة وبمائة وثمانين متحدثًا من تسعين دولة شارك فيها رؤساء حكومات ومديرو شركات ورجال أعمال، وحضرها ملوك ورؤساء دول ووزراء.
لقد أصاب النجاح الباهر والتخطيط الدقيق والحضور العالي الحاقدين المتربصين بمقتل؛ فما فتئوا يبشرون في برامجهم من خلال قنوات العهر والكذب والتدجيل كالجزيرة وتوابعها أن الاعتذارات عن الحضور ستربك المؤتمر وربما تضطر المنظمين إلى إغلاقه على أثر حادثة جمال خاشقجي -رحمه الله- وأعادوا الأخبار المحرفة والشائعات الكاذبة قبل انعقاده آملين أن تتوالى اعتذارات المدعوين؛ لكن يوم الثلاثاء 23 من أكتوبر يوم الافتتاح فاجأهم بما أثار غيظهم وزادهم مرارة وكمدًا؛ فقد تم الافتتاح بحضور كثيف قارب الأربعة آلاف ببرنامج مدروس متكامل لم يؤثر في مواعيده ولا عناوين قضاياه ولا أسماء متحدثيه اثنان أو ثلاثة ممن اعتذروا، فخسر بعضهم ما أبرمته المملكة معه من عقود سابقة، وخسر آخرون أية فرصة قادمة يمكن أن يكسبوها لإبرام عقود صناعية أو تجارية بالمليارات مع المملكة.
من اعتذر خسر -وهم يعدون على أصابع اليد الواحدة- ومن حضر كسب وفاز بالعقود التي تركزت في مجملها على تنفيذ خطط البناء والتطوير في مجالات التنمية المختلفة التي تحقق برامج رؤية 2030 في النقل؛ كالجسر البري والمرحلة الثانية من سكة حديد الحرمين، وفي الصناعة والصحة والإسكان والتعليم وغيره.
ولعل من المناسب أن نستخلص من النجاح الرائع لمنتدى الاستثمار في دورته الثانية أمرين:
الأول: إصرار وثقة وتجلي شخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تحقيق أحلامه التي تعانق السماء، وهو يجدد ما بشر به سابقًا حين فاجأ العالم بفكره المتوثب وعزمه الحازم على تحطيم كل عوائق النهضة والانطلاق إلى المستقبل، ويؤكد اليوم النتائج الإيجابية لخطط الإصلاح والتطوير في مرحلة التحول بالأرقام السارة في نمو الاقتصاد وتحقيق ميزانية تريليونية لأول مرة.
والثاني: الخيبة الأليمة التي مني بها الشانئون بعد أن رأوا أن ما أجلبوه من أكاذيب وتحشيد وتأليب لم يؤثر قيد أنملة في ثبات ورسوخ وقوة المملكة.
وطن عظيم يتجدد، وقيادة قوية واثقة، وشعب وفي يعضد ويدافع ويبني.