د.عبدالعزيز الجار الله
تحدث ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان في منتدى الاستثمار ليخاطب الرأي العام الخارجي والداخلي بأن السعودية ماضية في مشروعاتها الاستثمارية تحت باطن الأرض وعلى سطحها في الداخل المحلي وفِي تعاونها الخارجي مع محيط المملكة: دول الخليج العربي والعراق ومصر ولبنان واليمن بعد أن يتعافى، لأن هذا الشريط من العالم بالإضافة إلى دول الشمال الإفريقي ودول شرقي إفريقيا العربية يشكل الثقل الاقتصادي وعصب الاستثمار، وبالتالي التوجه إلى جعل الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة، كما أشار ولي العهد، فالمنطقة العربية تشكل الكثافة السكانية وأرض استثمارية وقيمة جغرافية للدول الوقعة في أطراف العالم وهي النافذة سياسيا وعسكريا: مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين. فمن يملك علاقات سياسية واقتصادية مع هذه البقعة أي الشرق الأوسط يستطيع أن يضع يده على عَصب الحياة الاقتصادية.
ولي العهد استطاع أن يتملك زمام المبادرة ويجعل العالم يصغي إليه وتحدث بلغة اقتصادية واستثمارية يفهمها الساسة وجهات المراقبة السياسية لذا نقل لهم مستقبل المنطقة التي عزلت لأكثر من (40) سنة حيث تم الزج بالمنطقة في حروب خسرت فيها المنطقة ومن أدارها من الدول الغربية، فقد خسروا الأموال والجيوش، حيث تحول الاستعمار القديم إلى صورة أخرى صورة إدارة الحروب الحديثة بالوكالة كما في العراق والكويت وسوريا، أو برعاة للحروب والتخطيط لها كما هو في حروب الربيع العربي.
اليوم يطرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الغرب خطة الشرق الأوسط للخروج من أزمنة الحروب الأهلية والانتقال إلى الاستثمار والشراكة الاقتصادية التي لا تقوم على تجارة السلاح وإنما الاستثمار والربط التجاري بين دول المنطقة عبر بحار العرب وربطها بجسور يكون البدء بجسري البحرين ومصر، ومنها إلى أوروبا وآسيا الوسطى، وربط دول الخليج بسكة حديد تغطي جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
لذا استمع العالم إليه جيداً وأصغى إلى كلماته التي تقوم على الأرقام والحقائق على الأرض، مستفيدًا من جغرافية الأرض والمكان وكثافة السكان والمخزون الغني من ثروات الأرض.