حميد بن عوض العنزي
حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رؤيته وتطلعاته إلى التكامل الاقتصادي والتنموي بالمنطقة، قد يراه البعض حديثا يصطدم بواقع صعب التعامل معه في ظل ما تعيشه المنطقة من تقلبات جيوسياسية غير مستقرة بشكل عام، إلا أن هذا لا يعني استحالة تحقيق الفكرة إذا ما وجدت من يؤمن بها ويعمل عليها بشكل جماعي لاسيما الدول العربية التي تملك العديد من المزايا النسبية القابلة للتكامل والشراكات التي تحقق مصلحة كل الأطراف.
** الأمير محمد فتح من خلال حديثه المجال للتفكير خارج الصندوق وأن النمو والازدهار والرخاء ليس حكرا على جزء دون آخر في المنطقة، وأنه يمكن أن تعمل دول المنطقة على تنمية مشتركة في كثير من المجالات التي تستثمر مزايا الموقع والثروات، لدينا مجالات صناعية كبيرة ومنافذ بحرية في كل الاتجاهات وإلى كل أنحاء العالم، وهناك ثروات طبيعية، وقوى بشرية قادرة ومتلهفة للعمل.
** الدول العربية فشلت في الوصول إلى تكامل اقتصادي حقيقي، فحجم التجارة البينية بين الدول العربية لا يزيد على 10 في المائة على أقصى تقدير من مجمل تجارة الدول العربية مع العالم، ويقدر حجم الصادرات العربية البينية بنحو 113 مليار دولار في السنة في حين تبلغ الواردات البينية نحو 114.3 مليار دولار سنويا، وكثير من المعوقات هي معوقات إجرائية تسيطر عليها البيروقراطية مما فوت كثير من الفرص التي للأسف تستفيد منها الدول البعيدة، ولهذا أعتقد أن حديث ولي العهد يمكن أن تتبناه المنظمات العربية المعنية بالاقتصاد والتنمية وتجعل منه خارطة طريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لاسيما وأن كثيراً من الشعوب العربية تعاني الفقر والبطالة رغم الفرص الهائلة التي يمكن أن يوفرها التكامل العربي لو حدث.