سعاد عسيري:
«لَوعَة»
عُدْ إِلِيهمَا، فمُنذُ غِيابكَ يَشُمّان رِيْحَك مَع كُلّ قَافِلَة سِير قَادِمَة مِن بَعِيد.
- محمد علي مدخلي
* *
انتظار
أرهقتهما كتل الحياة «لطالما انتظرا بشوق وحرارة» كما ينتظر الزرع المطر رافضين الانتقال من منزلهما الذي جمعتهما فيه قصص طفولة وشبابا وعجزا.
- رواسي
* *
ترانيم الرحيل
وجهان من فسيفساء الزمن،
الجدار الحجري وخشب الغابة كلاهما معادل موضوعي لهذا الصمت المتناسل علّ غائبًا يعود..
أكملا البناء لأولاد وبنات رحلوا في البعيد.
يصغيان لقادم لا يأتي ولرحيل طال انتظاره..
- ظافر الجبيري
* *
ثنائي من ورق
.الزوجة وهي تخيط صورة حُلم قديم: أشكر الإله، على أن أبقى لي رفيقًا مُحبًا استند إليه..
هو بالأسفل: ما زال يفترس ذاكرتهُ؛ مُفتشًا في المُنعطف الأخير، عن حبيبة أضاعها قبل زواجه..
- سلطان عاطف
* *
خالد
تضع كفها على جبين الأخرى تتربص إشراقة وحي، وتتأمل ملامح القرية، خيم الغيم فجأة، رأت أناسًا من أعلى التلة، يكسوهم السواد، كأنهم غربان ضالة، يسألون عن بيت أم الشهيد.
*سعاد عسيري*
* *
بناء
قضيا انتظارهما في بناء يعصم شتات الحصى.
ولما تصرم عن أملهما العمر، كادا يسقطان لولا أن أسندهما جدار لا تنقض لبناته..!
*_ساعد الخميسي_*
* *
أطلال
يحل الغسق وأضواء النجوم تنير أوراق الشجر، تضرب جذوره الأرض، ترتعش أغصانه بفعل الريح الموسمية، تسري نسماته في زقاق ذاكرته، يراقب من شرفته وقد بلغ من الكبر عتيًا، يتجرد من وطنيته، يتحرر من ماضيه ويرحل.
- مريم الحسن
* *
«مهذبتي»
يقفان على الأطلال، ينظر في عينيها ويغني «عيرتني بالشيب» تمايلتْ طربًا فأخذ يردد «ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك ينعم»?
- سمية محمد
* *
ترقب
بلغا الحواف، أدارا ظهريهما للأبنية وجلسا،
جلسا بأعين شاخصة.
- محمد بن ربيع
* *
العمر الهارب في الجفاف
وحيان وحلم.. شاردان كعمر الشجر الذي جففته الشمس
استراحا لوهلة.. خفية عن العمر
يسترقان ذكريات من العمر الأول
هي تضع يدًا على أخرى
وهو يضع خده على يده
تسندهما حجارة الأيام المتعبة وهناك في البعيد
البعيد جداً أمنية لغدٍ أقل تعباً
وأقل حجارة
- ماجد عاطف
* *
أبو الخير
هو: ما هذه الجلبة؟
هي: عَربة؟ عَربة ماذا؟
هو: *يحاول رفع صوته*
جَ لَ بَ ة..! الصوت القادم من بعيد ما سببه؟
هي: مجموعة من الناس أمام بيت أبو الخير، يحملون شيئاً على أعناقهم، ربما ثلاجة!
هو: الناس لا تحمل الثلاجات على أعناقها يا هنية، هذه جنازة كامل أبو الخير ولا شك! فقد اشتد عليه المرض في الأيام الأخيرة.
*يتمتم* آه يا كامل كنت نعم الجار والصديق والرفيق!
هي: ماذا تقول؟ لا أسمعك جيدًا!
هو: أقول رحم الله أبا الخير!
هي: ماذا؟ أصبح على خير؟ أتنام وما زالنا في وضح النهار يا رجل؟!
هو: *كالذي يحدث نفسه* آه يا دنيا...! لم يبق سواي! رحل سعيد السمّاك وأحمد الكاتب وأدهم الحلاق، واليوم ها هو ذا أبو الخير يلحق بهم، أهذه أصول العشرة؟ أتتركوني وحدي وترحلون فجأة؟ مع من سأقضي وقتي في قهوة جابر الله يرحمه؟ ألن نحكي ونتسامر بعد اليوم؟ والله بدونكم حتى «سلامو عليكو» لن تتخطى الأعتاب!
*يوجه كلامه لهنية* جهزي لي ملابسي كي ألحق بالجنازة والعزاء.
هي: العشاء؟ ما زال الوقت مبكراً لتناول العشاء!
هو: *يهب واقفاً نافضاً ثيابه، ينظر إلى هنية ويبتسم*.
هي: *تبتسم في خجل*