تكلّمي أنتِ كوني الوردَ والعبقا
كوني كما الفلّ، ماذا؟ كيفما اتفقا
ما للسان وهل هذا السكوتُ هوًى؟
قولي بربّكِ هل للصمتِ قد خُلقا؟
يا فتنتي؛ هذه الأوجاعُ تقتُلني
وما عرفتُ لها حلاً ولا طُرُقا
أكلّما لاح لي برقٌ أراوده
لأجتني مطرًا؛ دمعي الذي سبقا
إني وربّكِ ما جرّبتُ قافيةً
إلا وجدتُ على أبياتها الأرقا
يا دارُ يا قصة الأشواق ما بقِيتْ
على ثراكِ عهودُ الحبِّ منطلقا؟
هل أنت مشتاقةٌ؟ أهلوكِ قد رغِبوا؟
أم حالُ مثلي يُعاني الحرّ والحُرقا؟
ماذا أُحدّثُ هل يا دارُ تسمعني؟
وهل ستدركُ رغم البعدِ من نطقا
ما شأنها فاتنات الفلّ؟ ما فتئتْ
تُذيقني رهقًا؛ أكرمْ به رهقا
الله يا زمنًا يأبى يُعاودني
وكلّما زاد شوقي زاد وافترقا
أنا نديمكَ هذا الوجهُ تعرفه
أتنكرُ الثغر بعد الصدِّ والحدقا؟
هبْ أنني غبتُ حالتْ دوننا كُرَبٌ
ألستَ تعذر من في حبها صدقا؟
ما أنكرَ القلبُ ما أغضى له أملٌ
وسوف يبقى على الميثاقِ ما خفقا
** **
إبراهيم عبده النجمي - جازان