ها أنا الآن أطفو
كغريق.. كحريق.. أو حتى كضوء شريد
المهم أنني أطفو..
مضى عام وربما أعوام.. أعلم أن مشكلتي تتمحور حول معرفة التمام
لكنني أحاول أن لا أنام!
غراب أو غرباء.. جميعهم يملكون الخيار
وحدي أملك القرار..
أسمع قصيدة وربما أصوات انهيار.. لا فرق بين صبابة ومزمار
ها هو العالم ينظر لي كما لو كنت آخر قصائد نزار.
يسيرون بجانبي يحسبونني ضحية الاحتلال, سذج لا يعلمون بأن أنامل حزني أوقدت حرب الأخيار.
تواريخ الانهيار كثيرة, يولد من ثغر الجمال لجام،
ولا ينتهي حزن الشام.
أذكر انهيار الوداع, وأذكر نشوة النهاية
أذكر مقابلة النافذة والصراخ
رجفة جسدي الممتلئ على أرض ليست ملساء
أذكر حين ألقيت جزءًا مني كان منهم في بحر لا يشبهني
لأجهض أطفالي فيسيل حزني من دمي.
أتعلم أيها العالم بأنني أكتب؟
أعتقد بأنك لا تعلم ما معنى أن «أكتب»
هذا يعني أنه بإمكاني أن آكلك!
بإمكاني أن أكتب على جبينك «مغفل» فتسقط ضحية تنمر من ضحية
وهذا مخزٍ لهيبتك.
أو أن أكتب على يمينك قصيدة ينسجها خيالي قبل أن أنام
فترى الناس تحدق بك كأنك السلام!
كنت أتحدث مع صديق عن رائحة الموتى في ظهر يوم مشمس
قال لي بأنه لا يتحمل حتى الخيال!
مسكين صديقي, كيف سيواجه العالم إن كان لا يعقد
صفقة العمر مع الخيال؟
بقيت أتساءل بعد محادثتنا تلك, كيف كان يقضي ليله البائس؟..
أتعلم أيها العالم بأنني قادرة على الغناء؟
رغم بشاعة صوتي ما زلت أوقظ العالم على فيروز حنجرتي
وهذا يعني بأني لا أخاف منك حتى وإن كنت تحمل لي مشاعر الانزعاج.
أنا أمضي، أنا أعيش، أنا أستمتع
رغمًا عن أنف هذا العالم الذي أصبح الآن صديقي.
** **
- إيمان الحميّد