كان المدخل الرئيس للمبشرات والذي يعوّل عليه الغرب كثيراً منذ مطلع القرن العشرين حتى يومنا (حقوق المرأة) وهو مصطلح فضفاض كما نعلم ظاهره الرحمة وباطنه العذاب لذلك تقول إيمي زويمر زوجة أقذر قس على وجه الأرض: (نقوم بجلّ هذا من أجل أخواتنا المسلمات اللواتي يعانين الكثير من عدم معرفتهن الحرية الكاملة الصادقة المتجسدة في سيدنا يسوع المسيح!)، وما كل ذلك؟! لأنهم لا يدركون كنه الإسلام ولم يتعرفوا على جوهره الفريد بل لا يعرفون العربي بتاتاً!
تحكي ذلك روزيتا فوربس 1924م -والتي بذلت النفس والنفيس في محاولة منحها الإذن للسفر لنجد للقاء الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- ولم تستطع -أنها ألقت محاضرات عن رحلاتها في الشرق في نيويورك فتقول
(وأتحدث دوماً إلى أناس جهلة تماماً إلى حد أنهم لا يعرفون مَنْ العربي؟) فكيف إذاً بالإسلام؟!
ولا شك أن المرأة الأمريكية والتي ناضلت ونافست الرجل من أجل وضع قدم في الخليج كخدمة للإمبريالية والمسيحية، والتي تعتبر من تأسيس أمريكا الجديدة وهي متحررة تحرراً يتجاوز الخطوط الحمراء بالنسبة لها كامرأة في الأخلاق والمعاملات بشكل يتنافى مع غريزة الأنوثة التي خُلقت عليها، والحقيقة أنهم لا يرمون إلى افتكاكها من الرجل ومساواتها به فهذا غلاف زائف وإنما لبّ الحقيقة أنهم يريدون افتكاكها من الإسلام وتحولها إلى النصرانية كما قالت سيئة الذكر إيملي زويمر، فكانوا يعمدون إلى المعاملة الناعمة وتقديم المساعدات الطبية والتعليمية بسخاء وجهد، وهذا ما سمّوه (الإسفين النافذ الخارق) والذي بموجبه يتم تقديم الكتاب المقدس واستقباله بقلب مفتوح نظير تلك الخدمات فكانت المبشرات يتسابقن في ذلك رغم حقدهن الذي يخفونه خلف ستار الابتسامات، وهذا ما وصفت إيلينور كالفرلي أيمي زويمر بأن قالت (.. امتازت عن غيرها برغبتها في نقل كلمة الحياة إلى النساء العربيات.. كانت إيمي مبشّرة طبية ولولا تدربها الذي تلقته كممرضة لما تمكنت من إخفاء حقدها وعنصريتها) قد يكون العمل التبشيري غير مباشر كتنقل المرأة الغربية واهتمامها ببعض الأمور التي تجعلها محط الأنظار وتحركها لوحدها وسفرها ومحادثاتها للرجال وسطوتها أحياناً وتملكها للمال ولغيره التي تعطي انطباعاً قوياً عن الحرية والسعادة كل ذلك كان تعليماً غير مباشر وإغراء للنساء الخليجيات اللاتي كن يمقتن ويرفضن تلك الأعمال الرجالية اللاتي يقمن بها النساء الغربيات كوينفرد كليتي ووالليدي ميلز وأخيراً فيوليت زوجة الوكيل السياسي البريطاني في الكويت والتي حاولت الأميرة نورا أخت الملك عبدالعزيز -يرحمها الله- أن تقنعها باعتناق الإسلام لتتمكن من زيارة الأماكن المقدسة كقوة مضادة لم تتوقعها من امرأة خليجية وهذه جعلت فيوليت تعجب بشخصية الأميرة نورا التي وصفتها كواحدة من أكثر النساء اللواتي قابلتهن في حياتها سحراً وجاذبية، ومع ذلك الخلط التبشيري الخبيث كله تقول إيميلي لوريمير: (فإن مسلماً واحداً لم يعتنق المسيحية)!.
** **
- زياد السبيت