علي الخزيم
تردد أبواق البهت والفجور عبر حساباتها ومنصاتها المشبوهة المأجورة عبارات تبثها إلى داخل بلادنا وتناكف بها مغردين محليين؛ يزعمون خلالها أن المملكة وشعبها لا تجد من الشعوب العربية وغيرها إلا الكراهية، هكذا بتعميم أجوف يكشف ما تكنه قلوبهم الحاقدة الماكرة، ويبرهن على أنهم أبواق مستأجرة من دويلات وأنظمة وطوائف جمع بينها الحسد والغيرة مما وصلت إليه مملكتنا الحبيبة من مستويات باهرة (للعقلاء) والمنصفين و(قاهرة) لهذه الطغمة الفاسدة بمبادئها ومعتقداتها، ولا تريد الخير للغير، هدفها هدم كل إنجاز حضاري وعلمي وتنموي لا يتوافق مع أهدافها التوسعية وأفكارها المريضة.
تعتمد أبواقهم المرتشية على بث الإشاعة بأنواعها؛ كأن تختلق قصة أو خبراً مفترى بمضامين مخطط لها تمهيداً للمغزى النهائي الأكبر المراد تمريره بخبث، دون أن تكون لها معايير أكيدة تدل على صحتها، ويدخل ضمن هذه الإشاعات العمل على بث ما يُوَلِّد الشعور بكراهية الآخرين لجماعة أو شعب بعينه، وهذا من شأنه التأثير على المعنويات، والتمويه والتعتيم وتشتيت الفكر والإنهاك بأوساط المجتمع، والخطورة هنا كونها تساعد على نشر الخصومة والبغضاء بين أفراد المجتمع تمهيداً لتعكير استقراره.
لهذه الأهداف الخبيثة نجد أن المملكة بقيادتها وشعبها تتعرض لحملة إعلامية ممنهجة مُسَيَّسة كمحاولة دنيئة لتكريه شرائح من الشعوب العربية ببلادنا واستعدائهم علينا، متخذين لذلك جملة من الوسائل والطرق كالتشكيك بمواقف المملكة تجاه القضايا العربية والإسلامية وعلاقاتها الخارجية، كما يطبقون نظرية أو إستراتيجية (الضخ الإعلامي المكثف) وذلك بنشر كل ما أمكن حول موضوع معين وضد هدف واحد، وبطبيعة كل مغرض أفاك فإن هذه الأساليب والسياسات والإشاعات يتم الاستعداد والإعداد لها بوقت كاف لتنطلق متزامنة مع افتعال قصة الإشاعة أو الخبر لتشتيت ذهن المتلقي وتبديد ثقته بمصير قضيته، وهذا ما يتعارف على تسميته (الحرب الإعلامية) وهي من أقذر أنواع الحروب بما تعتمده من الكذب والتلفيق والتزوير واجتزاء سياقات النصوص، وهو ما يخوض به المرتزقة وأبواق قنوات الفجور.
اعلم أيها المواطن الطيب أن كل ناجح سيواجه بمحاربين لنجاحه؛ وهكذا فإن بلادنا الناهضة الفتية محاربة من حاسدين حاقدين أو أصحاب توجهات ضالة كانوا ولا زالوا يريدون التحكم بزمام الأمور، فإذا استعصى عليك فهم مجاذبات حول قضية أو قصة خبرية نظراً لما يحيطها من تناقضات؛ فعليك أن تثق بقيادتك وعلو شأن وطنك وكرامة إخوانك المواطنين، وأن الدولة ولله الحمد لديها ما يعجبك من وحدات الرصد والتحليل متجردة من العواطف بقراءتها للأحداث وتحليل مضامينها لتصل إلى المصداقية التي تؤدي لحماية البلاد والعباد من أحقاد وشرور المغرضين، وهنا يجب أن لا ننسى تلك الأصوات العربية الشقيقة والصديقة الصادقة المحبة المنصفة التي وقفت مع المملكة أثناء الحملات الإعلامية القذرة وواجهتها بقوة وصلابة؛ وهي مواقف تقابل بالشكر والعرفان من أبناء مملكة الحزم والعزم.
وإن كنا قد نجحنا بتجاوز هذه الأزمة، فهل نستعد لما سيحاك ضدنا من مكائد بحشد طاقات وجهود الإدارات المختصة بالأزمات والطوارئ لردعهم كل فيما يخصه؟