إبراهيم بن جلال فضلون
في كل من فصول العام يمكن للمرء أن يُلاحظ عبور الملايين من الطيور تُحلِّق على امتداد شريان أرض العرب في رحلاتها عابرة قارات شتى، وربما يصل مثلها أعداد كبيرة من الخطوط الجوية وأطول خطوط الطيران المحلّقة في الشرق الأوسط، بل والعالم إلى جانب مجموعات من بجع الطيران العالمي التي تملأ سماء جزيرة العرب، بينما رقاب طيور مالك الحزين - الإرهاب ومموليهم من أوربا ومُحصنيه - تنحني واجدة فيها الغذاء والدفء والحياة دون بقاع الدنيا التي مروا بها.. لا يختارون إلا أجنحة الطير السعودي (ثرواتنا البشرية - نفطنا - اقتصادنا ورؤيتنا الحالمة التي يتمنون جماحها بسفك الدماء في الداخل، بل وعلى أراضيهم الخاوية)، لكنهم كلما مروا بأرضنا وما حولها فاقوا الشيطان إرهاباً، وضلالاً تنوّعت أشكالها وغاياتها وفق أهواء خافية لصناعة إمارة واهية، فما سر إلحاح تركيا على محاولة ترويج وترسيخ، سر قتل فلذة من أبنائنا مهما فعل بنا؟.. ما السبب، وما مصلحتهم؟!
لمصلحة من تلك اللعبة؟! أجوبتها بين سطورها وفي ذات التعاميم السرية التي تنطلق حملاتها من دول ذات مصالح وجماعات خاوية الألباب؟! وهل من اللائق بالطائر الأمريكي الحزين أن يفعل ما فعل؟ لكننا ذاك النسر السعودي ملك لسمائه، لا وألف لا ... أنقابله بما قابلنا، لا.. فمن دخل هواءنا آمِن كما كرّمنا بها رب العباد في آياته.. وصبرنا لا حدود له، فقد هدانا الله سُبله والسلام، كما أننا (لن ندفع شيئاً مقابل أمننا).
وما دام الشيء وضده يُكلّفان الكثير فلماذا نرضى بالحقير؟! هكذا قال الإمام محمد الغزالي، فريشنا الصيفي لطيف بالصديق، ذو سقر على أعدائه، وأمطارنا دافئة الحياة ودبيبها أمل، لكنه مهلك كهلاك صحرائه للفُرس، فالطير السعودي إذ نفخ في حزين أعدائه... (فقط إذا رمش لهوائه وأراد نسمةً) أزهقت روحه في سمائه.
تلك المملكة فهي الطائر «صياد الأجواء» حامياً محمياته في جزيرة الأسود، جاعلاً من الأبدان عبرة، وهي «الطيور الجزارة» التي من السهل تمييزها وهي تحلّق مهاجرة في أي سماء. وهي هناك فراشات «السيدة الملونة» تتآلف مع الحياة وتتكاثر بطبيعته ليعود إلى جوه ولو بعُد به الزمان ولو في جفاف الصيف «شيمو» كما في رياض المملكة وحرميها.
وأخيراً: يبدو أن البعض بدأ يجبرنا على دفع ثمن صبرنا. ولكننا نعي أن المفاجآت لن تتوقف عند طيورنا الفاقدة للحياة ممن فاضت أرواحهم في سمانا، ومنها الإرهاب وحامدوه لتدور الدائرة على أعدائنا. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين وشعبنا وعروبتنا.