بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برنامجاً بالتعاون مع كليات السياحة والآثار في الجامعات السعودية لتدريب وتأهيل أعداد من الطلاب للعمل في مشاريع المتاحف الجديدة التي تقوم الهيئة بإنشائها حالياً في عدد من مناطق المملكة.
ويشمل البرنامج تأهيل الطلاب على تصميم العروض المتحفية الجديدة، والتعامل مع القطع الأثرية، والإرشاد السياحي في المتاحف، وتنظيم الفعاليات الثقافية والتراثية والاجتماعية في المتاحف.
وفي هذا الصدد تنفذ الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حالياً برنامجاً تدريبياً لـ45 خريجاً من كليات الآثار لمدة شهرين ونصف الشهر يتضمن 15 دورة تمهيدا لتعيينهم في المتاحف الجديدة.
وسيتم خلال العام المقبل 2019م تعيين مجموعة كبيرة من الخريجين بعد تأهيلهم في عدد من الوظائف الجديدة في المتاحف الجديدة في وظائف أمين قاعة، وباحث آثار، إضافة إلى المهام العملية المساندة مثل التسويق المتحفي، والاعلام المتحفي، وتطوير المنتجات.
كما تستعد الهيئة لتنفيذ مشروع للفعاليات في المتاحف يمتد حتى عام 2020م يتضمن إقامة فعاليات ثقافية وسياحية جاذبة في المتاحف.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في الاجتماع الأول لمجلس السياحة والتراث بجامعة الملك سعود فقال: «نتطلع لفتح فرص الاستثمار وفرص التدريب المحلي والخارجي لكل منسوبي الجامعة من الطلبة والطالبات في التخصصات المرتبطة بالسياحة والتراث، وقد بدأت الهيئة في تقديم الفرص الصغيرة والمتوسطة للاستثمار للطلبة قبل التخرج بسنة ورفع معارفهم وكفاءاتهم وتوفير الممكنات لهم ونوفر لهم فرص الاستثمار والتمويل».
وأضاف: «نعمل بالتعاون مع الجامعة على التدريب في إطار برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة من خلال العمل مع قسم التاريخ ومع كلية الهندسة في الجامعة والإدارة الهندسية في الهيئة وكلية العمارة في الجامعة، حيث إن لدينا جيلاً جديداً من المتاحف ونريد شباباً واعداً لتوظيفه فيها».
من جهته أوضح معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر أن الاتفاقية التي تم توقيعها مع الهيئة هي امتداد للاتفاقية التي وقعت سابقاً بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة التعليم (وزارة التعليم العالي سابقاً) وكذلك مذكرة التعاون التي وقعت بين الهيئة والجامعة، مشيراً إلى أنها تهدف لتوسيع دائرة التعاون بين الجهتين للاستفادة من الجامعة وتخصصاتها المختلفة في خدمة السياحة والتراث في المملكة والاستفادة كذلك من إمكانات الهيئة.
وتعمل الهيئة على منظومة من مشاريع الجديدة تشمل إنشاء وتوسعة وتطوير 13 متحفاً إقليمياً.
وتشمل منظومة مشاريع المتاحف إنشاء 9 متاحف جديدة هي: متحف عسير الإقليمي في مدينة أبها، متحف حائل الإقليمي، متحف تبوك الإقليمي، متحف الباحة الإقليمي، متحف الدمام الإقليمي، متحف القصيم الإقليمي في بريدة، متحف الحدود الشمالية الإقليمي في عرعر، متحف الأحساء الإقليمي في الهفوف، متحف جازان الإقليمي.
كما تشمل المشاريع تطوير وتوسعة 4 متاحف هي: متحف الجوف الإقليمي في دومة الجندل، متحف نجران الإقليمي، متحف تيماء الإقليمي، متحف سكة حديد الحجاز في المدينة المنورة.
إضافة إلى المتاحف في عدد من القصور التاريخية وهي: قلعة الملك عبدالعزيز بضباء، قلعة الملك عبدالعزيز بحقل، المدرسة الأميرية في الأحساء، قلعة الوجه، متحف قصر شبرا التاريخي بالطائف، إضافة إلى المتاحف الإقليمية تعمل الهيئة على مشاريع لعدد من المتاحف المتخصصة من أبرزها متاحف التاريخ الإسلامي وتشمل كلا من: متحف التاريخ الإسلامي الذي اقترحت الهيئة أن يكون في منطقة قصر خزام في محافظة جدة، كذلك متحف تاريخ مكة المكرمة في قصر الزاهر، ومتحف تاريخ الدولة السعودية في قصر الملك فيصل التاريخي بمكة المكرمة، ومتحف تاريخ المعارك الإسلامية الذي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - بأن تتبنى وزارة الدفاع إنشاءه بالتنسيق مع الهيئة، ومتحف في موقع غزوة بدر، إضافة إلى مراكز الزوار في أبرز مواقع التاريخ الإسلامي والتي تمثل متاحف مفتوحة في مواقع جبل أحد وجبل النور وجبل ثور، إلى جانب مشروع واحة القرآن الكريم في المدينة المنورة الذي اقترحه رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وصدر أمر كريم بتحويل المقترح إلى هيئة الخبراء لمناقشة المشروع وتسليم الأرض للهيئة والانطلاق في بناء مشروع تاريخي كمتحف ومركز ثقافي تعليمي للقرآن الكريم، إضافة إلى المتحف الجديد لسكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة.
وتحظى مشاريع المتاحف بدعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأصحاب السمو أمراء المناطق، لدورها البارز في حفظ تراث وتاريخ المنطقة، ولكونها عنصراً أساساً في التجربة السياحية المتكاملة. ومصدراً مهماً للاعتزاز بالوطن وحضاراته.
وكانت الهيئة قد أعلنت مؤخراً عن البدء في مشروع لتطوير وتوسعة المتحف الوطني بالرياض.
ويعد المشروع أحد أحدث وأكبر المشاريع المتحفية على مستوى المنطقة، حيث يتضمن مفهوماً جديداً للمتحف وتفعيل دوره الاجتماعي والحضاري في المجتمع، وتوفير خدمات جديدة من صالات عرض ومسارح ومطاعم ومراكز تدريب وترويح وتعليم بالتقنيات التفاعلية المتطورة، إضافة إلى إنشاء فندق 4 نجوم بطابع تراثي.
وسيتزامن إطلاق المشروع مع تشكيل مجلس أمناء للمتحف الوطني بالرياض تمهيداً لتحويله إلى مؤسسة مستقلة، وفقاً لما أعلن عنه سمو رئيس الهيئة في تصريح صحفي سابق.