عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. قد يكون لإصابة اللاعب الإماراتي عمر عبد الرحمن المحترف في نادي الهلال خير لبقية اللاعبين وإنقاذهم مما تخفيه لهم الأيام والأقدار، فالإصابة متوقعة وقد تحدث لأي لاعب وفي أي لحظة، وهذا ما أكدته إصابة اللاعب عموري الخطيرة التي قد تحرمه من مزاولة اللعب نهائياً، وقد حدثت بسبب أرضية ملعب استاد الأمير فيصل بن فهد بالملز، وليس بسبب دخول عنيف أو تهور من أي لاعب من الفريق المنافس.
وقد حذر العديد من المدربين واللاعبين من سوء أرضية الملعب من قبل، وأكد الكثيرون سوء الأرضية وخطرها، وكان أول من تحدث عن هذا الأمر وتم معاقبته مدرب نادي النصر كارينيو بعد إحدى الجولات الأولى من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، إلا أن أحد المسئولين في هيئة الرياضة والمسؤول عن الشؤون الهندسية قد أكد في لقاء متلفز أن الملعب غير جاهز مئة في المئة، ولكن من الممكن أن يقام عليه لقاءات، وهذا ما كان مخالفاً للواقع حسب حديث عديد من اللاعبين في جميع الأندية، وقد أكده أحد لاعبي فريق الهلال في أول لقاء يخوضه الهلال على ملعب الملز، حيث إنه النادي الوحيد الذي يمتلك ملعباً عن طريق عقد مع جامعة الملك سعود بواسطة الراعي الرسمي شركة صلة، وكان من بداية الموسم والفريق يلعب مبارياته التي على أرضه دون أي مشاكل أو اعتراضات حتى انشغل الملعب وتم استغلاله بفعاليات أخرى وهذا ما ينص عليه العقد، والذي يمكن للمالك الأصلي استخدامه في أي وقت مما جعل فريق الهلال يخوض أول نزال له في الرياض في ملعب الملز ويكون الخاسر الأكبر رغم فوزه باللقاء وزيادة رصيده بثلاث نقاط مهمة، إلا انه خسر لاعباً مهماً ومميزاً ومن الوزن الثقيل فنيا ولاعباً مؤثراً، ومن أفضل لاعبي القارة لصناعة اللعب وموهبة إحراز الأهداف خاصة من الكرات الثابتة، وهو قائد منتخب الامارات ومحترف نادي الهلال الإماراتي (عموري)، حيث لم يمضِ أقل من سبع دقائق من بداية اللقاء حتى يصاب بأم الإصابات وأصعبها وهي قطع في الرباط الصليبي، وهي الإصابة الأكبر والأسوأ في ملاعب كرة القدم وإذا ما كانت في نفس مكان الإصابة السابقة للاعب فقد تكون الضربة القاضية على طموح اللاعب وتبعده عن الملاعب نهائياً، حيث إنها المرة الثالثة التي تحدث له وكان بعض لاعبي نادي الهلال قد أبدوا استغرابهم وامتعاضهم من أرضية الملعب، ومع الأسف الشديد لم ترتفع الأصوات والكل بدأ ينقد على أرضية الملعب إلا بعد إصابة اللاعب عموري، أما قبل ذلك فكان الصمت مخيماً على معظم النقاد.
وقد طالب أحد مسئولي الهلال في خطوة تعتبر الأولى على المستوى المحلي عكس جدول الدوري، ولعب مباريات الدور الأول التي على أرضه أن تكون على ارض المنافس، وتكون مباريات الدور الثاني على ملعب نادي الهلال في جامعة الملك سعود مع فريقي الاتحاد والوحدة والذي لم يتم تحقيقه إلى الآن، لكن السؤال وماذا عن بقية الأندية واللاعبين إذا كان لفريق الهلال حلول من خلال تملُّكه ملعباً ورغم ذلك خسر خدمات أهم لاعبيه فماذا عن بقية الأندية ولاعبيها ؟
الأمل في الإدارة الهندسية في هيئة الرياضة في إمكانية تجهيز البديل والذي أتوقع أن يكون استاد الملك فهد؛ تفادياً لمزيد من الإصابات وخسارة خدمات لاعبين محليين أو محترفين على حدٍ سواء.
نقاط للتأمل
- لا شك أن إصابة اللاعب عموري تعتبر خسارة فادحة للكرة الخليجية والإماراتية وقبل ذلك لدوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، لما يملكه اللاعب من موهبة فطرية كروية وإبداع، إضافة إلى ما يتمتع به اللاعب من حسن الخلق وفن التعامل واحترام المنافسين واحترام نفسه وأخلاقه قبل كل شيء.. كل ما آمله أن لا تحرم الإصابة اللاعب من عودته وإمتاع عشاقه محلياً وقارياً وان يعود بالسلامة.
- لا حديث في الجولة السابعة من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين يطغى على لقاء الكلاسيكو السعودي بين فريقي الهلال والاتحاد والذي يتطلع إليه الجميع أن يكون مثيراً وقوياً كما عودنا الفريقان عليه على الرغم من ظروف الإصابات والغيابات، ولكن الفرق الكبيرة دائماً لا تتأثر بغياب أو أحداث عابرة ووقتية، وقد تكون أرضية ملعب المباراة مقلقة ومخيفة للاعبين الذين بالتأكيد سيكونون حذرين مما قد يؤثر على إبداعهم وإظهارهم مهاراتهم وفنهم.
- شهدت الجولة السادسة من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين مفاجأة لم يكن لأحد أن يتوقعها أو يتصورها وهي انهيار الأهلي أمام مستضيفه الاتفاق والذي كسبه بستة أهداف مع الرأفة.. والحقيقة وبغض النظر عن نتيجة المباراة الكبيرة إلا أن الفريق الأهلاوي لغز وعلامة استفهام على لاعبيه وأدائهم وردة الفعل لديهم وكأنهم لأول مرة يلتقون ولأول مرة يلعبون، وهذا يؤكد أن المشكلة ليست فنية أو هبوط في المستوى فما حدث يتجاوز ذلك بكثير وقد تكون مشاكل كبيرة بين اللاعبين أو إبداء عدم الرضى من اللاعبين على المدرب، فالأمور واضحة وجلية والمشكلة أكبر مما نتصور كنقاد أو محللين.
- ما حدث بين لاعب الاتحاد حسن معاذ ولاعب أحد حسين عبد الغني ليس بجديد على اللاعبين ولكن يعتبر دخيلاً على ملاعبنا ومجتمعنا، وإذا ما عدنا للوراء قليلا نجد أن حسن معاذ قد فعل مع زميله لاعب نادي الشباب (لبان) نفس الأمر وطريقة الاعتداء قبل احد عشر عاماً، أما حسين فحدث ولا حرج فقد تطول الإحصائية فمشاكله تعددت مع لاعبين ومدربين وإداريين، ولكن احتواء الأمر يجعلهما يتماديان رغم أن الصلح خير ولكن يجب معاقبتهما ومحاسبتهما وأن يكونا عبرة لغيرهم حتى لا تحدث مستقبلا منهم أو من غيرهم.
خاتمة
ولله الحمد والمنة بلادنا ومملكتنا بلاد الحرمين الشريفين تمتلك قانوناً وتحكم به منذ تأسيسها، فقانونها وشرعها هو كتاب الله - عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولا مزايدة عليه وعنوانه الشفافية والوضوح وكل ذي حق يأخذ حقه بشرع الله.. فاللهم أدِم علينا أمن واستقرار بلادنا واحفظ قادتنا وادحر كل أعداء بلادنا من الحاقدين والحاسدين والمرتزقة المنتفعين من أعداء بلاد الحرمين إنهم لا يعجزونك يا رب العالمين.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) .. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.