فهد بن جليد
غداً السبت السابع والعشرون من أكتوبر يُصادف اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، هذه مُناسبة سنوية لطيفة تهدف إلى الحفاظ على الوثائق السمعية والبصرية التي تعكس حياة البشر ومراحل تطور المُجتمعات الإنسانية خصوصاً في القرنين الماضيين، ومُنذ ظهر التصوير والتسجيل والرصد الإعلامي، المُناسبة لا تعني المُجتمعات الغربية أو الشرقية وحدها، في عالمنا العربي والخليجي وفي السعودية تحديداً هناك وثائق سمعية وبصرية ترصد مراحل تطور الحياة، في كافة الأزمنة بأنحاء البلاد يمتلكها العديد من الهواة إمَّا بالوراثة بعد وفاة صاحبها الأصلي أو بجمع مثل هذه المواد من باب الهواية، ربما بعضها على أهمية عالية ونادرة وهي تعكس جانباً مُهماً من تطور بلادنا، ولكنَّها للأسف تتعرض للتلف والتمزق أو للضياع خصوصاً إذا لم تتم العناية والاهتمام بها بالشكل المطلوب -كما يحدث بدارة الملك عبد العزيز- التي تُعد مرجعاً مُهما هنا.
هذا اليوم لا يخص ما يملكه الأفراد فقط من وثائق سمعية وبصرية، ثمَّة مواد إعلامية وإرث إنتاجي ضخم وكبير جداً، فالمُجتمع وجيل الإنترنت والسوشيال ميديا لهم الحق في الاطلاع على الأفلام والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمُسلسلات والأغاني القديمة لذلك العصر، والتي تحتفظ بها بعض الإذاعات والمحطات والمؤسسات والشركات مثل التلفزيون السعودي وشركة أرامكو وغيرهما ممَّن يملكون (أرشيفا إنتاجياً) يعكس الحياة قديماً في السعودية، ومراحل التطور التي مرَّ بها مُجتمعنا، ولا أعرف إلى متى سيتم الاحتفاظ بهذا التاريخ العظيم في الأدراج والمكتبات؟ بما يحمله ويعكسه من معانٍ وأحاسيس لها الأثر الطيب في نفوس المُتلقين، لو سمح لهم الاطلاع عليها أو عرضها على أقل تقدير في برامج أرشيفية أو قنوات مُتخصِّصة بعرض محتويات المكتبات بشكل مُستمر.
التلفزيون هو (البطل الأوحد) في تلك الحقبة تأتي بعده الإذاعة المسموعة والصحيفة المقروءة، لدينا أرشيف حافل وكبير لقنواتنا وإذاعاتنا المحلية يحتوي على (برامج وأفلام ومسرحيات وأعمال فنية) قمنا بإنتاجها، وربما بعضها نملك حقوق بثها بالكامل، هذه كنز له قيمته التي -لا تُقدر بثمن- متى ما تم استثماره بالشكل الصحيح، ولو بإنشاء قناة (زمان) مُتخصِّصة لعرض كل تلك البرامج والأعمال السعودية والعربية القديمة التي نحِنُّ إليها جميعاً، حتماً ستكون مورداً جديداً لتطوير الحاضر وحفظ الماضي ، وستحظى بمُشاهدة عالية، وبعوائد إعلانات مُرتفعة.
وعلى دروب الخير نلتقي.