(لدينا جبل، دائماً نضرب فيه المثل اسمه: جبل طويق. ولدى السعوديين همة مثل هذا الجبل، همة السعوديين لن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض).
** ** **
محمد بن سلمان بن عبدالعزيز
يا جاثماً بالكبرياءِ تسربلا
هلا ابتغيتَ مدى الزمانِ تحولا
شابَ الغرابُ وأنتَ جلْدٌ يافعٌ
ما ضعضعتْ منك الحوادثُ كاهلا
ترنو إلى الأجيالِ حولك لا تني
تترى على مرِّ العصورِ تداولا
مثل الضيوفِ المعتفينَ فقادمٌ
ألقى بكلْكَلهِ وذاك تحملا
تنتابُهم سودُ الخطوبِ عواتيا
وتمرُّ أحقابُ السنين جوافِلا
وأراكَ معتدِلَ المناكبِ سامقاً
تبدو بك الشمُّ الرِعانُ مواثلا
بالأمسِ لم تمضِ القرونُ ولم تُبدْ
في سفحِها للقاطنينَ جحافلا
يا أيُّها العملاقُ زِدْنا خِبرةً
عَمَّنْ أقاموا في ذراك معاقلا
واقصُصْ علينا اليومَ من أخبارِهم
ما ثمَّ من أحدٍ يجيبُ السائلا
عن (طِسمِ) حدثنا وعن جبروتها
لمَّا استباحت من (جديسَ) عقائلا
و(جديسَ) إذْ هَّبتْ لتثأرَ منهم
تُخفي لهم تحتَ الرَّغامِ مَناصِلا
واذكْر عن الزرقاءِ ما فاهَتْ به
عن نظرةٍ تطوي الحُزونَ مراحلا
وعن الحمائِم إذ مَررْنَ خواطفاً
هل كان ذاك الحكمُ منها باطلا
واذكرْ حديثاً عن (حنيفةَ) مسْهباً
واذكر (ربيعةَ) في حماك و(وائلا)
واقصص عن (الأعشى) (وهوذةَ) والألى
من بعدِهم ملأوا الحياةَ فضائلا
حيثُ انبرى وادِي (حنيفةَ) صارخاً
في أمةٍ تدعو القبورَ وسائلا
زِدْنا حديثا عن أولئك شائِقاً
أضحتْ بطونُ الكُتبِ منه عواطلا
واشهدْ لعصرِ المعجزاتِ عجائباً
تترى وكان العلمُ عنها غافلا
إذ كنتَ لا تحنو لِحَيّ قِمةً
وتُصِرُّ إلا أن تُرى متطاولا
وتُحمِّلُ الركبَ المغذَّ مصاعباً
متجشّماً تلكَ النجادَ مراحلا
ويؤمُّك الباغون - إخوةُ (جحدرٍ) -
يجدونُ في تلك الهضابِ معاقلا
واليومَ ترمقُك العيونُ مطأطِئاً
تبدو صغيراً تحتها متضائلا
والسَّفرُ يمرحُ في رحابِك آمناً
ويشقَّ منك مناكباً وجنادلا
ولسوف تشهد ما أقمتَ غرائباً
وترى أموراً في حماك جلائلا
وتمدُّ أيدي العلمِ فيك سواعداً
تُضفي عليك من الجمالِ غلائلا
وترى شعابَك بالمعينِ مليئةً
تسقي جناناً تحتها وخمائلا
شعر - عبد الله بن محمد بن خميس