كاتب فهد الشمري
بداية أود أن أتقدم بأحرِّ التعازي لأسرة الصحافي جمال خاشقجي، داعياً الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وقبل كل شيء نقدم التعزية لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده -حفظهما الله- بوفاة المواطن جمال خاشقجي، ونحمد الله تعالى على الحقيقة التي كشفت -مؤخراً- وعلى انتهاء اللغز الذي لطالما حاولت بعض وسائل الإعلام المعادية للمملكة استغلاله والقدح في المملكة.
ولا يهمنا في نهاية المطاف من يصدق ما كشفت عنه التحقيقات أو من لا يصدق لأن ثقة الشعب السعودي بولاة أمره كالجبال الراسية التي لا تهزها الأرياح ولا تزعزعها المتغيرات الجيوسياسية، والأدلة والقرائن تدل على أنه تصرف فردي من مجموعة نعتقد أنها ظنت أنها تقدم خدمة للوطن ولم تعِ خطورة تصرفها وآثاره الكارثية على المملكة لو لم تتعامل المملكة وقيادتها مع هذا الأمر بحكمة وحنكة ووضعت حد لهذا الأمر.
من جانب آخر، نشيد بفريق التحقيق السعودي الذي تمتع بمستوى عالٍ من الخبرة والدقة على المستوى الدولي والذي ساهم في تعجيل وإثبات الواقعة من حيث الإثبات للوفاة، وتحديد أشخاص الجناة، والذي وضع حدًّا لكل من أراد أن يستغل هذا الحدث المهم إعلامياً ودولياً.. وبما أن الأمر أصبح بيد القضاء، وأن النيابة العامة بالمملكة شرعت بالتحقيق لكشف الملابسات والأسباب والتفاصيل.. ثمَّ تقديم المتهمين للعدالة.. ومن الواجب انتظار إجراء التحقيق وعدم الخوض بهذا الأمر إلى أن يقول القضاء كلمته الأخيرة.
إننا نثق بعدالة القضاء في المملكة ونزاهته والحيادية التي يتمتع بها والتي تجعلنا على يقين أن كل من تورط في هذه المشكلة سيحاسب وفق الأنظمة والقوانين التي تسير عليها المملكة.
مرة أخرى أعزي أسرة جمال الخاشقجي الذي عرفته عن قرب وكان من أشد المؤيدين والمدافعين عن المملكة إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أعقبها من تبعات كقضية جوانتانامو، وقد شاركنا وساندنا في الكثير من الأمور المتعلقة بتلك القضايا التي كانت تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام المجتمع الدولي -آنذاك- وتستهدف المملكة في المقام الأول.