خالد الربيعان
في مقارنة غريبة مع أسرع مخلوقات هذا الكوكب جاء الفهد أولاً بسرعة 100 كم في الساعة، ثم النعامة بـ70كم، ثم الحصان بـ48 كم ثم صاحبنا هذا بسرعة 44.5 كم في الساعة!
يا عزيزي.. حتى لو لم تكن مهتماً بالرياضة.. فهذه معلومة عامة لا بد أن تعرفها إذا سألك أحدهم: من أسرع إنسان في العالم؟
أجبه بكل ثقة: إنني عاصرته.. إنه يوسين بولت!
المولود في جامايكا، الذي أبهر الجميع منذ الصغر، لأنه حقق ذهبية العالم في 200 متر وهو بسن الـ15 عاماً! والذي يتم هذا العام 32 سنة، حوت من حيتان التسويق والاستثمار الرياضي، رقم 45 في قائمة أكثر الرياضيين دخلاً، ففي الوقت الذي راتبه فيه مليون دولار، فإن ما يحققه من التسويق وأنشطته 30 ضعف ذلك، 30 مليون دولار!
أكثر من 12 راعياً، مغناطيس للرعاة، معظمهم أكمل معه علاقة الرعاية والشراكة بعد اعتزاله، فهو في الظاهر اعتزل سباقات الركض، ولكنه ما زال في أماكن غريبة تثير دهشتك، منها أنه يمارس كرة القدم كلاعب محترف!
حقق بولت الشهير بـ» الرصاصة « 9 ميداليات أولمبية ذهبية، إنه ظاهرة أولمبية تسجل في التاريخ، جعل الرعاة ينجذبون إليه بالتأكيد، أهمهم «بوما» الألمانية التي تعاقدت معه في 2003، وفي 2013 ارتبطت معه بعقد رعاية ثاني بقيمة 10 ملايين كي يكون سفير علامتها التجارية بعد اعتزاله.
صاحبنا ولأول مرة في التاريخ الرياضي، بعد أن اعتزل رياضته التي نبغ فيها، قرّر الدخول في عالم كرة القدم، فهو يحلم منذ صغره بأن يكون لاعباً محترفاً! نادي بروسيا دورتموند فاجئنا ببثه لقطات وصور لبولت داخل تدريبات النادي الألماني الكبير، بعدها استغل نادي مانشستر يونايتد نجوميته وأشركه في تدريبات الفريق! لأغراض تجارية وإعلانية بالطبع، ثم الشهر الماضي، لعب في صفوف نادي سنترال كوست الأسترالي في مباراة ودية، حظيت باهتمام إعلامي كبير، وأحرز فيها هدفين!
عن إرثه الخاص الذي جمع فيه بين (الاستثمار - الرياضة) تحدثت الكثير من التقارير والأخبار، كلها بينت أنه كما قلنا في أكثر من حالة مثل بيكهام وزلاتان و فلويد مايويزر، بالإضافة لبولت، إنهم لا يركزون فقط داخل الملعب، بل يتابعون أثرهم الشخصي، كي يكون ورقتهم الرابحة على طاولة الأعمال والبيزنس!
بولت يقول إنه لاحظ في سباق واحد أقيم بروما وشارك فيه، أنهم قد باعو 20 ألف تذكرة إضافية بمجرد إعلان مشاركته في الفعالية، لذلك أنت أمام أرقام يقوم باستدعائها كي تدعمه في مفاوضات الرعاية، بالإضافة لتقوية علامته التجارية بعد كل نجاح يحققه في المضمار!
في الوقت الذي تبح فيه أصوات الكثيرين مطالبين أنديتهم بعمل متجر إلكتروني كما تفعل أندية العالم الكبرى الآن وتبيع بمئات أضعاف ما تبيعه في المتجر الواقعي، فإن بولت فعلها منذ سنين، وعبر موقعه الشخصي، هناك متجر وسوق إلكتروني باسمه، يقوم بالتوصيل إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، منتجات وسلع متنوعة من القمصان القطنية والقبعات والنظارات، إلى أحذية الركض التي تقوم بوما بصناعتها خصيصاً باسمه وعلامته التجارية واحتفاله الشهير، تحت شعار: الولد الذي تعلم الطيران!
متجر وتطبيق إذا سمحت!
أكبر كيان تجاري الآن عالمياً هو أمازون! و جيف بيزوس مؤسسه هو الأغنى بين رجال الأرض، البيع الإلكتروني هو الحاضر الآن وهو المستقبل، بولت فهم ذلك وأقام متجره بنفسه، و أندية أوروبا تبيع قمصانها وتذاكرها عبر الشبكة العنكبوتية، يوفنتوس باع على الأرض 20 ألف قميص لرونالدو و500 ألف عبر الإنترنت! وريال مدريد يبيع أغلب تذاكره عبر تطبيق النادي إلكترونياً، بقيمة 5 ملايين يورو في المباراة!.. فمتى تصل لنا هذه الثقافة.