خالد بن حمد المالك
في حادثة جمال خاشقجي -رحمه الله- لا يحتاج الأمر إلى ما يؤكّد أن المقصود هو تأليب الرأي العام على المملكة، وتحديداً على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأي استنتاج غير هذا، فهو تسطيح للقضية، وتغييب للحقيقة، وافتئات على الواقع، ومحاولة رخيصة لإظهار أن الدافع لكل من تناول هذا الموضوع بهذا اللؤم والكذب، إنما هو من أجل المتوفى زميلنا الخاشقجي.
* *
المؤامرة يمكن النظر إليها على أنها في حجم كل هذا الاهتمام السياسي والإعلامي بقضية مواطن سعودي وأكثر، وأنها خلاف ما يظهر بأنه تعاطف مع قضية إنسانية، أو حقوق إنسان، أو وقوف إلى جانب حرية الرأي، فالهدف المملكة، والمستهدف رجلها ومسؤولها وقائد الإصلاح فيها الأمير محمد بن سلمان.
* *
هذا المخطّط القذر، يأخذنا يوماً بعد يوم، وبالتدرّج، ومن خلال استقطاب أسماء جديدة، لإلصاق التهمة بأن قتل جمال سبقه تخطيط وتوجيه وحسابات تنهي حياة الصحفي بمثل ما تناقلته وسائل الإعلام المعادية، ويتحدث عنه (اللي يسوى واللي ما يسوى) بأصوات عالية، وكأن قناة الجزيرة القطرية وما شابهها تعرض لمشاهديها أحداث معارك دموية من ميدان القتال بنقل حي ومباشر.
* *
في الماضي كان هؤلاء لا يجدون مثلباً أو عيباً أو نقصاً يتم استخدامه ضد المملكة سوى حقوق المرأة، وعندما أقفل ولي العهد محمد بن سلمان هذه الحجة بالسماح للمرأة بقيادة مركبتها، وحضورها المباريات الرياضية، وتوسع سموه في ذلك بالسماح بإعطاء تراخيص لقاعات سينمائية، ضمن التنوّع في مجالات الترفيه التي كان من بينها إحياء حفلات غنائية وموسيقية يكون للمرأة الحق في حضورها، عندها تم توظيف حادثة الخاشقجي لإحياء هذا التآمر على المملكة وعلى مسؤولها الإصلاحي الكبير الأمير محمد بن سلمان.
* *
إن ما حدث عن مقتل المواطن السعودي تم إعلان المملكة عنه وبكل التفاصيل، وعن تلك الإجراءات الصارمة بحق كل من تحوم الشبهات حوله، بشكل يظهر أن قيادة المملكة لا تسمح بمثل هذه التصرفات المسيئة لتاريخها وسمعتها وأدبياتها في التعامل الأخلاقي والإنساني مع القضايا الخلافية بين المواطنين والمسؤولين، وهو الأسلوب والمنهج والسياسة التي لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها، أو يجرِّد المملكة منها، وهو ما أكده ولي العهد أمس حين قال في منتدى مستقبل الاستثمار إن المدانين سوف يقدمون للمحكمة لينالوا الجزاء الرادع، فهو حادث غير مبرر وبشع ومؤلم جداً، كما يؤكد سموه.
* *
خلاصة القول، إن استهداف المملكة، أو ولي عهدها وهو بين شعب عظيم وجبار، إنما هو من باب الحقد والحسد، ومحاولة إضعاف قوة العرب بإضعاف المملكة، وهذا التعامل العدواني لا يفهم صاحبه ولا يعي ولا يدرك أن قوة المملكة تأتي من تلاحم المواطنين مع قيادتهم، ورفضها تسييس هذا الحدث المؤلم للإضرار بمصالح المملكة ومواطنيها، وهو ما صاحب هذه الحملة العدوانية الظالمة.