شريفة الشملان
أعرف أن الأمور تبدو متشابكة وأننا كمتلقين في حيرة بحيث تكاد رؤوسنا تنقطع من كثر ما نلفها كما حدث تصلب في رقابنا.. لماذا ؟ ولم؟ وكيف؟ ستتقاطر أسئلة لا نجد الإجابة عليها. منذ الثاني من أكتوبر حيث فقد المواطن الصحفي جمال خاشقجي عند قنصليتنا في إسطنبول!! وجدنا أنفسنا في دوامة. وتسلمتنا قنوات دول حليفة لنا ومستفادة منا وقنوات بين بين. حتى جاءتنا صاعقة ليلة السبت بعد منتصف الليل.. أيادٍ سعودية هي المسؤولة عن مقتل المواطن السعودي. والأمر جاء أصعب من أن نصدقه. نعم في كل أنحاء الدنيا يقتل ويصفى معارضون ولكن ليس وطننا وليست أخلاقنا..
الأمر صار والزلزال حدث. نعود لإدارة الأزمات، للأسف أن إعلامنا لا يحسن إدارة الأزمات، ولم نعرف كيف نتصرف حيال ذلك وأمام العالم، هناك جهود بذلت ونوايا جيدة ولكنها غير كافية.
لم نحسن إدارة الأزمات حتى كان الصمت أحيانا أسلم من الكلام.. ولعلي أشيد بأن وزير خارجيتنا الأستاذ عادل الجبير كان نعم من عرف كيف يتصرف متى يتكلم ومتى يصمت، وكيف يكون منطقه يخرس من يستفزه. هو كان أكبر إعلامي في إدارة هذه الأزمة التي نسأل الله أن تنتهي على خير، يسكت الصائدون في الماء العكر، ومن يلعقون ألسنتهم رغبة في ابتزاز..
ليس تخصصي علم إدارة الأزمات ولكني اعرف إنه أساسي لكل إدارة ولكل حكومة، وربما الإعلام بالدرجة الأولى والجيش والأمن. إنه ليس علم لوقت الحروب فقط ولكنه علم أيضا في السلم.. بمعنى إنه لابد من مواقع لقسم إدارة الأزمات في كل مكان حكومي أو تجاري.. فكما تحدث أزمات عامة هناك أزمات خاصة للبنوك والشركات والوزارات ولها أسسها والتخطيط والتنظيم الجيد أول أسسها ولا شك أن العصف الذهني للمختصين هو أسس التخطيط الجيد. والذي عليه يتم التوجيه ومن ثم التنفيذ ولا اشك أن الإعلام متحرك جدا ومتغير بنسب كبيرة أو صغيرة حسب الحالة وهذا ما يجب أخذه بعين الاعتبار، وإذا كانت السرعة ضرورية للسبق فالتأكد من صحة الحدث مهم جدا؟؟
ولأنه لم يكن لدينا مثل تلك الإدارات بدأ الإرباك واضحا في التعامل مع حادث القنصلية وتخلف إعلامنا ونحن أول من اتجهت له أصابع الاتهام فلم يملك إعلامنا الحرفية والتحرك الجيد. قلت منذ البداية لا أعرف بعلم الأزمات والذي يعرفه مختصوها، لكن بخبرات العمل المتراكمة والأزمات التي مررنا خلالها كنت أتلمس أن تدار بشكل مشرف..
هناك أزمات غير متوقعة، أو متوقعة بنسبة قليلة مثل حادث حرب وعواصف أو أي حادث عرضي يحتاج للتعامل معه. الذي حدث بالقنصلية حادث لم يكن متوقعا ولا بنسبة 00001 %. وهنا لابد أن يكون لدى وزارة الإعلام ذكاء إعلامي للتعامل معها وعدم ترك الميدان واسعا لغيرها مما جعلنا كمواطنين عرضة لدوار لم ينج منه أحد..
المعرفة هي الأساس والمعلومة الصحيحة هي التي تبقى أبدا، لأن الحقيقة تظهر ولو بعد حين.. شيء آخر صحافتنا وإعلامنا لم يكن في مكان الحدث، ترك نفسه ليكن مستقبلا مذهولا للحدث، عاجز عن التصرف ويتنظر الأمر. مما جعلنا مصبا للإعلام الخارجي، ولا ندري أين يأخذنا مؤشر التلفزيون.
حمداً لله أننا وطن عدل ويتساوى أمام القاضي الكبير والصغير.. وشكرا لمليكنا ورعاك الله وضعت النقاط على الحروف وقدمت للعدالة من تسببوا بقتل الصحفي..
رحم الله الصحفي المواطن جمال خاشقجي وأعان ذويه وجملهم بالصبر والسلوان. فلقد بلغ بموته ما لم يبلغه بحياته..
نحب وطننا كثيرا ولا أحد يزايد على حب الوطن، هذا ما يدعونا لإيجاد حل للخلل الذي عرفناه جميعاً وأخيرا نعم لابد من الاستفادة من علم إدارة الأزمات.. وأخيرا اللهم ظلل علينا جميعا ظلال الأمن والسعادة وأكثر أصدقاءنا ونجنا من شر كل حاقد.. اللهم أمين.