د. أحمد الفراج
تواجه المملكة هذه الأيام حربًا إعلامية شرسة، يمولها نظام قطر، ورؤوس حربتها هم التنظيم الدولي للإخوان، واليسار الغربي، وهذه الحرب تتخذ من حادثة تركيا المؤسفة ذريعة، والحقيقة أن الحرب على المملكة لم تتوقف، منذ أن خسرت هيلاري كلينتون معركة الرئاسة الأمريكية، وأعاد ترمب التحالف مع المملكة، وقطر، التي تمول هذه الحرب، تثبت بالدليل القاطع أنها فيروس، تم زرعه في منطقتنا، ومهمته الأساسية هي التدمير، بدءًا من دعم كل تنظيمات التطرف والإرهاب، مرورا بدعم مشروع تدمير العالم العربي، المسمى زورًا بالربيع العربي، وليس انتهاءً باستضافة شذاذ الآفاق من كل مكان، ليكونوا خناجر مسمومة في خواصر أوطانهم، ولو كنا في عالم عادل، لتمت محاكمة حمد بن خليفة بتهمة قتل الملايين من الناس.
يريدون منا أن نصدق أن هذه الحرب على بلادنا هي دفاعًا عن الحريات وحقوق الإنسان، ويغضبون منا، عندما نتحدث عن ازدواجية المعايير الغربية، وعن تسييس منظمات الحقوق المدني، فهم يصدقون أن شخصية تافهة، مثل توكل كرمان، منحت جائزة نوبل لأنها تستحقها، وليس لأنه أريد لها أن تكون إحدى أيقونات التدمير العربي، ويستهجنون مزاعمنا ببيع الإعلام الغربي لضميره، ووقوف بعض الإعلاميين الغربيين في طوابير مزاد الذمم، ويناكفوننا، عندما نفضح المنصات الإعلامية، التي يمولها نظام قطر بأموال مواطنيه، لأن هؤلاء المغرر بهم ما زالوا مخدوعين بالشعارات، وتخدعهم العناوين البراقة، وعندما تحاصرهم بالحقائق عن ازدواجية معايير العالم الغربي، يهربون من المواجهة، لأن عقولهم مبرمجة سلفا، ولا قدرة لها على التفكير السليم.
في هذه الأزمة، يثبت الشعب السعودي مرة أخرى، أنه حائط الصد دوما، أمام كل من يريد بهذه البلاد شرا، وأنه يقف مع حكومته، ولن تخدعه طوابير المرتزقة، الذين يزعمون المعارضة، بل إن هؤلاء المعارضين المزعومين كشفوا عمالتهم، وتعرّوا أمام المواطنين، لأنهم اليوم ينفخون في نار العدو، ويصبّون الزيت على نار الحرب الشرسة على بلادهم، ومن يفعل ذلك، فهو أداة رخيصة لتدمير بلده، فالمعارض الشريف لا يقف ضد مصالح وطنه، ولا يتمنى له الدمار، ولو لم يأت من هذه الأزمة إلا معرفة العدو من الصديق لكفى، فهناك الكثير ممن كنا نظنهم أصدقاء، دولا وأفرادا، ففضحوا أنفسهم على رؤوس الأشهاد، وتثبت هذه الأزمة أن الشعب السعودي هو الحليف الحقيقي الموثوق، الذي يقف مع وطنه في الضرّاء، أكثر مما يقف معه في السرّاء، ومثل هذا الحليف العظيم يستحق كل الخير، والقيادة تعلم ذلك، ولم ولن تقصر معه يومًا، فاللهم احفظ وطننا من مكر الأعداء، حتى نتجاوز هذه الأزمة، كما تجاوزنا ما هو أكبر منها.