سليمان جاسر الحربش (أبو زهير) هذا الإنسان، هذا المواطن السعودي الذي رسم لنفسه ولبلده لوحة عطاء امتدت أبعادها لتغطي مساحة أوطان وشعوب كثيرة خاصة الفقيرة أو الضعيفة اقتصادياً في إطار مسؤوليته كمدير عام لصندوق أوبك الذي أسسته بعض دول أوبك وعلى رأسها المملكة لمساعدة الدول النامية والفقيرة إنمائياً.
لقد وصل إلى موقعه بعد رحلة طويلة بوزارة البترول حيث كان آخر أعماله فيها ممثل للمملكة لدى أوبك.
الذين يعرفون سليمان جيداً يعرفون سر تميزه فهو الرجل المثقف الذي تسكن في أعماقه مبادئ مثالية وإنسانية عميقة رافقته من صغره وعندما أتيحت له الفرصة انطلق موظفاً أهداف الصندوق لتحقيق مبادئه بتنفيذ عشرات المشاريع التنموية في العديد من الدول في كل اتجاهات الخارطة البشرية، ما تميز به سليمان هو أنه انطلق من أهداف الصندوق بجدية فريدة، إذ لم يكن مديراً يعطي التعليمات ويقرر فقد كان يذهب بنفسه في كل حالة وكل موقع على حساب صحته وراحته حتى أصبح صندوق أوبك قبله للدول الفقيرة المحتاجة للمساعدة تنموياً.
سليمان الحربش إنسان مثالي حالم بالخير ووجد أدوات تحقيق أحلامه على الأرض لمساعدة الآخرين، هذا هو سر نجاحه الكبير.
لم يكن له أن يحقق ما حققه خلال أربعة عشر عاماً لو لم يكن مدعوماً من رؤسائه الذين وجدوا فيه خير من يضع أهداف الصندوق موضع التنفيذ وقد قدم أجمل صورة عن بلاده التي اعتادت على مساعدة الآخرين.
كمواطن سعودي أعتز بصدق بكل ما أنجزه أبو زهير حيث قدم للعالم نموذجاً لوطننا ولأنه الآن على أبواب التقاعد فإنني ولمعرفتي بعمق وسعة فكره وخبرته أرجو أن يباشر في كتابته عن رحلته مع قضايا النفط محلياً ودولياً وعن صندوق أوبك لأن من حقنا أن نطلع على كثير من الحقائق عن الموضوع لأنه مصدر حياتنا وتطورنا.
أخي سليمان: لنفسك عليك حق فعش أيامك القادمة هانئاً فخوراً بما أنجزته.
** **
- د. إبراهيم بن محمد العواجي