د.عبدالعزيز الجار الله
بلا شك أن سمعة بلادنا قد تأثرت سلبا بسبب قضية جمال خاشقجي يرحمه الله، وكأننا على موعد مع أزمة مثل أزمة خاشقجي لتعمل الخدوش على السمعة الدولية، جعلت خصومنا يطالبون بأشد العقوبات، ولو أنها حدثت لدولة غير السعودية لكان التعامل معها أقل حدة والمعالجات تكون سريعة، أما معنا فهي بلا هوادة ولا رحمة ولا مجاملة، تم تخطي الأعراف السياسية والدبلوماسية، حتى أن بعض وسائل الإعلام كانت تنخفض في أخلاقياتها السلوكية والممارسة المهنية إلى أقل المستويات تصل إلى الشتيمة المباشرة التي توجه لأجهزة الدولة والشعب دون مبرر وحتى قبل أن تظهر نتائج التحقيقات.
نتعلم من أزمة جمال خاشقجي أن نعيد قراءة أنفسنا من الداخل، وأن لا ننظر إلى الجميع ومن في محيطنا أنهم أصدقاء أو محايدين، وأن انقلابهم علينا هو الأقرب، وأن التعامل الند للند هو السلوك الأفضل حتى لا تصدمنا حوادث الدهر، والغرب الأوروبي إضافة أستراليا ونيوزلندا ودول بعيدة ليست من عَصّب السياسة والاقتصاد تحول الجميع إلى قائمة المطالبين بالعقوبة الأشد إذا ثبت ضلوع جهاز الدولة أو مارقين تصرفوا بدوافعهم أن تحمل الدولة وبالتالي تعاقب.
المعالجة لا يعني الانكفاء والارتداد للداخل وإنما إعادة بناء النظام الإداري بطريقة تجعله متينا وقويًّا خطوطه والإجراءات واضحة، والأجهزة التنفيذية تتمتع بالتأهيل والكفاءة العالية وبخاصة الجهات التي لها اتصالات دولية، من أجل عدم تكرار هذه الحادثة التي كان علاجها لا يتطلب الجريمة، والعنف وأشخاص من المارقين اتبعوا الإجراء الأكثر عنفا.
أزمة خاشقجي المؤسفة لو لم تكن المملكة طرفا بها لكانت ردة فعل العالم مختلفة لكن المملكة في هذه المرحلة واقعة تحت حزمة ضوء عالية السطوح وتم تحريك أكثر الضاغطين والمؤثرين هما: الجانب السياسي، والإعلامي الذي نقل الحدث بسرعة ليصبح رأيا عاما دوليا، تجاوز المحلي والإقليمي لذا تفاعل سريعا وتم القفز إلى النتائج، والإعلام بالمقابل ضخ معلومات هائلة بقصد الإرباك، والدفع إلى التنازلات.