«الجزيرة» - سالم اليامي:
تناول المشاركون في جلسات اليوم الأول لمبادرة مستقبل الاستثمار أمس جملة من القضايا ذات الأبعاد التنموية المرتبطة بالقطاع المالي وتكنولوجيا المعلومات وقطاع الاتصالات وتأثير هذه القطاعات في التنمية، ومن ذلك تأثير أسواق المال في بلدان الاقتصاديات الناشئة، وأهم الجوانب التي قد تعترض فعالية تأثيرها المباشر على المدى المتوسط والبعيد، واستعرض عدد من الخبراء العاملين في أسواق المال العالمية تجاربهم في هذا المجال ووجهات النظر حيالها في ضوء المتغيرات المتسارعة والتطورات النوعية التي تطرأ على هذا القطاع.
وشهد اليوم الأول الافتتاحي لفعاليات مبادرة الاستثمار بحضور إعلامي واسع واكب كافة الجلسات، وبدا جليا حجم التفاعل والحضور الكثيف للجلسات، ما عكس الصدى والاهتمام الكبير بمبادرة مستقبل الاستثمار في الأوساط الاقتصادية والإعلامية، النهج الذي اختطه صندوق الاستثمارات العامة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة الصندوق، بالتزامه دعم مسيرة تحول الاقتصاد الوطني وتحقيق الأهداف والطموحات، رغم كل التحولات العالمية، منطلقا من كونه أحد أكبر وأهم الصناديق السيادية على مستوى العالم. كما مثل الحضور الرسمي العالمي لمبادرة مستقبل الاستثمار وهجا خاصا، عبر عن حرص كبير على المشاركة وتفعيل التعاون الاقتصادي والاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة التي باتت المبادرة عنوانا لها، فما إن تهادت خطى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - إلى القاعة الرئيسية، بحضور جلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية وبحضور ولي عهد البحرين ورؤساء وزراء باكستان والإمارات ونائب رئيس وزراء أثيوبيا، حتى ضجت القاعة بالترحيب الحار، الذي عبر عن مشاعر الفرح والسرور والتفاؤل بنتائج هذه المبادرة في نسختها الثانية، حيث شهد سمو الأمير محمد بن سلمان وجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وأصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين والمستثمرين في عدد من الدول، حلقة نقاش بعنوان «التسابق من أجل المستقبل»، وأكد الرئيس التنفيذي لفورملا أي بإسبانيا الخاندروا اغاغ أن المملكة العربية السعودية خطت خطوات طموحة بتبني دمج الصناعة مع الترفيه في رؤية 2030 الطموحة، وكشف أن الرياض ستحتضن في الفترة المقبلة سباقات الجولة الأولى من بطولة «إيه بي بي فورملا إي» في الدرعية. وكان هذا الحضور السياسي الرسمي الكبير بمثابة التأكيد على أن بيئة الاقتصاد السعودي أكبر جذبا وأعظم عمقا حيث باتت المملكة وجهة الباحثين عن الفرص ومواجهة التحديات التي تعترض أفق الاستثمار حول العالم.
وقد أدرك المتابعون على نطاق واسع العمق الاستراتيجي والمحوري الهام الذي باتت تمثله مبادرة مستقبل الاستثمار باعتبارها أساس انطلاق لتعزيز أوجه التعاون والتواصل بين القطاعات الحكومية والقطاعات الاقتصادية والمستثمرين والمبدعين في حقل الابتكار بهدف رسم آفاق جديدة للاقتصاد العالمي مبنية على استكشاف الفرص وتطويرها بما يخدم الأهداف المشتركة ويعود بالنفع على جوانب التنمية ومضاعفة المكتسبات لما فيه خير البشرية. وهذا بدوره يقع ضمن الهدف الرئيسي من إطلاق المبادرة بغية الاستفادة المثلى مما تمتلكه من فرص استثمارية وإبداعية خلاقة وواعدة، بما يعزز من استراتيجية وحيوية موقع المملكة الجغرافي، بهدف تحولها إلى مركز استثماري عالمي يكون حلقة وصل ورابطا مهما بين قارات العالم الثلاث. وهذا من منطلقات رؤية المملكة 2030 التي تؤكد حرص المملكة على تحفيز فرص الاستثمار والنمو الاقتصادي وتطوير أوجه الاستفادة من الابتكارات ومواكبة المعطيات العلمية الحديثة وتوظيفها بالشكل الأمثل وما هذا التجمع الاقتصادي العالمي إلا حاضنة لهذا التوجه بحيث يعرض الفرص الاستثمارية ويقدمها إلى العالم للاستفادة منها. وحري بالقول إن الوهج والحضور اللافت والكبير حجما ونوعا الذي حظيت به مبادرة مستقبل الاستثمار بنسختها الثانية في اليوم الأول أوصل رسالة واضحة ومعبرة مفادها أن حملات التشويه الإعلامية الممنهجة التي تتعرض لها المملكة، على نحو مكثف لم ولن تؤثر على سير عجلة النمو والتقدم الذي يميز الاقتصاد السعودي، بل ستزيد من وتيرة العمل ومضاعفة الجهود لتحقيق المزيد والمزيد من المنجزات والدفع به إلى آفاق أرحب، وتحقيق التطلعات والآمال الكبيرة التي يعقدها العالم على أحد أكبر الاقتصاديات ضمن مجموعة العشرين.