نعم رحلت منى محمد العبدالله الجميح وغادرتنا إلى الرفيق الأعلى رحلت تاركةً رصيداً من المحبة والتقدير لها.. رحلت تاركةً وراءها عيوناً تَذْرِفُ وتدمع وقلوباً تحزن وتَتَأَلَّمُ لفراقها وألسُناً تلهجُ بالدعاء لها. نعم كانت المعرفةُ بها قصيرة ولكنها دخلت وتَسَلَّلت إلى القلوب تاركةً بصمة كبيرة في قلوب محبيها لا سيما جاراتِها بمنزلهاِ بحي (حطين - الثغر).
حدثني عن الأخلاق أحدثك عن منى الجميح. هكذا عُرِفت (منى) بين جاراتها بنبل الأخلاق ورُقَّي المعاملة والابتسامة الدائمة والحضور الأنيق.. أحبتهم وأحبوها وأخلصوا في الدعاء لها.
نعم فُجِعنا كَمَا فُجِع أهلها بنبأ وفاتها، الجميع يتصل ببعضهم البعض أصحيح ما سمعناه وما قرأناه؟ أهي جارتنا منى أم أنه تشابه أسماء؟.. بلى إنه اليقين والقدر الذي لا محالة منه إنهُ ما ينتظرهُ الجميع إنهُ الموت الذي كُلنا له سائرين قد أخذ غَالَيْتَنَا وجارتنا.
نعم إن لحظات الوداع مريرةٌ مؤلمةٌ موجعةُ لكن ما يخفف شيئاً من المصابِ الجللِ ذلكم الكمُ الهائلِ الزاخرِ الذي امتلأ به المسجد من محبين ومودعين، شاهدنا محبتهم لها في أعين وأدمع كل من عرفها وجالسها وسمعناه من ألسنتهم وهي تلهج بالدعاء.
لكن هذا هو حال الدنيا الفانية، فهي دار ابتلاء واختبار وليس لنا فيها خيار فالإنسان المؤمنُ يحمد الله في السراءِ والضراءِ فالله لا يَقْدِرُ على عباده إلا ما يكون عاقبته خير فحمكتهُ لا نصل إليها ولا يعلمها إلا هو.
اَللَّهُمَّ ارحم روحاً صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء، اَللَّهُمَّ اغفر لمنى وأرحمها وأعف عنها وأكرم نزلها وأجعل قبرها روضة من رياض الجنة وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة. ولا يسعني إلا أن أقول كما قال الشاعر في أبياته:
إن باعدت ما بيننا الدنيا ففي
جناتِ عدنٍ للأحبةِ مجمع
إن كان يطمح عاشقو الدنيا بها
فلنحنُ بالجناتِ منهم أطمع
عظم الله أجركم بناتها فلذات أكبادها وزوجها.. عظم الله أجركم إخوانها وأخواتها.. عظم الله أجركم آل الجميح جميعاً.. عظم الله أجر كل من أحبها وجاورها.
** **
- ندى بنت عبدالعزيز بن محمد العجلان