أهل العلم والفضل يحزن المرء لموتهم, لما في حياتهم من أثر طيِّب في الناس, فهم يُعلِّمون ويوجِّهون ويدلُّون على الخير, ومن أولئك الشيخ الدكتور ناصر بن محمد الماجد (أبو سامي) - رحمه الله - الذي تولى التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وهو من خيرة من تتلمذت عليه فيها, وقد استفدت من علمه في مادة التفسير في المستوى الخامس في كلية الشريعة, وهو بالإضافة إلى تمكنه العلمي وهبه الله أخلاقاً حسنة, فهو متميِّز في تعامله مع الطلبة, ليِّنٌ سمحٌ بشوش, إن بدأ في الشرح تمنى سامعه أن يستمر فيه ولو انتهى وقت المحاضرة, للفوائد والدرر التي يذكرها, ولحسن أسلوبه, كما كان يهتم كثيراً بإيصال الفوائد العلمية لتلامذته, ودلالتهم عليها, ولم يكن يكدِّر صفو المحاضرة أو يُضيِّع وقتاً طويلاً بتحضير التلامذة, ومع ذلك كان تحضيره لهم متقناً, ثم يبدأ في الشرح مباشرة, ويحصل فيها الطالب على أكبر فائدة ممكنة, إذ هو لم يحضر إلا لأجل التزوّد من العلم, فهو الهدف الأول بالنسبة له, والشيخ ناصر من الأساتذة الذين يُذكرون فيشكرون في حياتهم, ويدعى لهم بعد مماتهم, لنبلهم وما يتحلَّون به من معان سامية في التربية والتعليم, رحمه الله وغفر له وأحسن إليه كما أحسن في تدريسه, وجمعنا به ومن نحب في الجنة, كانت وفاته يوم السبت التاسع عشر من شهر الله المحرّم لهذا العام, وصلي على جنازته في جامع الملك خالد بأم الحمام, بعد صلاة العصر, ودفن في مقبرة الشمال, رحمه الله.
** **
عمر بن عبدالله بن مشاري المشاري - خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير