إبراهيم عبدالله العمار
ماذا تعرف عن الحظ؟ الكثير يتمنى أن المهارة والمثابرة هي العاملان الوحيدان اللذان يحددان النجاح، لكن الحقيقة أن الحظ يلعب دوراً كبيراً في الحياة. يقول خبير علم النفس الاجتماعي دانيل كانمان إن هناك مجالان في الكتب يمتلآن بالأخطاء الذهنية والمغالطات: مجال نهوض وتفوق التجارات (أو سقوط العمالقة)، ومجال المقارنة بين الشركات الناجحة والفاشلة.
في هذه المواضيع تلعب المغالطات دوراً كبيراً، مثل تلميع صورة الرئيس التنفيذي ومغامراته الجريئة وحكمته ومثابرته و و، وتثني على شركته الشجاعة، مثل قصة غوغل.
من القصص الشهيرة التي ينظر لها الناس نظرة خاطئة قصة غوغل، حيث ترسم القصة صورة متسقة كاملة للشابين المثابرين الذكيين اللذان اتخذا قرارات صائبة متتالية وكيف أن منافسيهما كانوا بطيئين جامدين، حتى اجتاحهما طوفان غوغل.
قد تظن أنك تستطيع أن تتعلم من هذه القصة، قصة النجاح والمثابرة، لكن الواقع أننا لن نتعلم منها شيئاً. نجاح غوغل كان حدثاً غير متوقع. إن معرفة إذا ما كنت تستطيع أن تتعلم من قصة مثل هذه قائمة على سؤال واحد: هل كان يمكن التنبؤ بهذه النتيجة؟ هذا هو المعيار. في هذه الحالة: لا. سياق القصة يحوي الكثير من القرارات وهذا يوحي أن المهارة هي عامل النجاح، لكن العقل البشري لا يهتم بالأشياء الصغيرة لذلك يهملها، وهذه القصة وغيرها مليئة بأشياء كثيرة كان يمكن أن تغير مجرى القصة تماماً. خذ مثالاً للحظ هنا: غوغل اشترت عدة شركات، منها يوتيوب ودبل كليك، لكن أكبر نجاح غوغل أتى من شرائهم لشركة Applied Semantics عام 2003م والتي أسموها لاحقاً AdSense، والتي أعطتهم 99% من إيراداتهم! ماذا لو أن ياهو اشترتها أو فيسبوك؟ ماذا لو أن غوغل لم تفكر في شراء تلك الشركة أصلاً - والتي أتت بنظام الدعايات الذي تستخدمه غوغل – وبدلاً من ذلك ركزت فقط على خاصية البحث؟
إنه الحظ، هو البطل هنا. الحظ السيئ كان يمكن أن يغير القصة كلها في أي مرحلة من مراحل ومواقف كثيرة كان فيها حظ غوغل جيداً. تمهّل قبل أن تصدق قصص النجاح، فالحظ يلعب دوره.