فهد بن جليد
حتماً جميع السعوديين حزينون لما حلَّ بجمال خاشقجي - رحمه الله - أكثر ممَّا يدَّعيه الفرحون والمُزايدون بموته عبر دكاكين الإعلام المأجور, لأنَّنا ببساطة كمواطنين وكبلد لم نتعوّد على سماع مثل تلك القصص المُحزنة، فالمملكة وقيادتها كانت وستظل - بمشيئة الله - الحضن الدافئ والحنون لأبنائها, مهما أخطأوا أو تجاوزوا، والأدلة والأمثلة على ذلك كثيرة ومُتعدِّدة, ما يؤكّد أنَّ ما حدث سيبقى خطأً وأمراً شاذاً لا يقبل به أحد, استغلته بعض وسائل الإعلام المُعادية ليس بحثاً عن الحقيقة, بل بقصد توظيف القضية ضد السعودية بأكملها مُنذ اللحظة الأولى لاختفاء جمال, عندما شرعوا في إطلاق التُّهم جزافاً ونسج القصص, والتباكي على مصيره, وهو الأمر الذي تراجع مُنذ إعلان النائب العام للحقائق الأولية التي كشفها التحقيق, لتظهر أهدافهم الخبيثة وتجف دموعهم الكاذبة, وتتكشَّف أهدافهم الدنيئة في استهداف السعودية البلد والقيادة والمواطن, لأنَّ المقصود هو الإضرار بالمملكة لا البحث عن الحقيقة أو كشفها.
اتصال خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بعائلة جمال خاشقجي - رحمه الله - لتقديم العزاء, والخطوات والإجراءات التي اتخذتها المملكة بحق المُتسببين والمتورِّطين, تجمع بين الإنسانية والحسم والحزم التي تعودناها من قيادتنا الرشيدة وهو أمر غير مُستغرب, فالسعودية عائلة واحدة تعاملت مع الحدث المؤلم من هذا المنطلق وبكل شفافية, وكما أكَّد وزير الخارجية في حديثه مع قناة (فوكس نيوز) أنَّ التوصل للحقيقة وللمعلومات الدقيقة التي تدحض الشائعات والافتراضات كان يحتاج إلى وقت كاف, مُنذ أن أرسلت السعودية فريقاً للتحقيق اكتشف ما يتناقض مع المعلومات الأولية, وهو ما يحدث في تحقيقات حوادث مُشابهة حول العالم, الأمر الذي يبدِّد كل الروايات والادعاءات المُضلِّلة ضد بلادنا.
تماسكنا كسعوديين والتفافنا حول بلدنا الغالي وخلف قيادتنا الرشيدة التي تعاملت مع الأمر بكل حكمة وتروٍّ, في كل الإجراءات التي اتخذتها وستتخذها من أجل الوصول للحقيقة ومُعاقبة المتورِّطين, وعدم انسياقنا أو تأثرنا بجعجعة ماكينة الإعلام الكاذبة والموجهة, فوَّت الفرصة على الأعداء والحاقدين الذين حاولوا وسيُحاولون المُتاجرة بالقضية, لأهداف مكشوفة ومفضوحة.
وعلى دروب الخير نلتقي.