عبد الله بن عبد المحسن الماضي
في صباح الخميس بتاريخ 2-2-1440هـ الموافق 11-10-2018م.. تلقيت نبأ وفاة صديق عزيز محب.. هو ذاك الشخص الوقور الشيخ أحمد بن سليمان بن علي الرومي.. تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته.. هذا الرجل الذي تعرفت عليه بعد دخولي نفق مرحلة التقاعد منذ عشرين عاماً، الذي كانت له جلسة أدبية شبه يومية بمنزله بعد عصر كل يوم، وباب منزله المشرع لمختلف الطبقات من محب مود، وزائر مستمع، وذوي حاجة.. يقابل الجميع بترحاب.. وقد كان تودده للجميع غامراً.. ووسيلة استقباله لكل من يقابله ابتسامة عريضة تشعرك بالترحيب قبل أن يتلفظ به.. سبَّاق إلى الخير وصاحب يد عليا.
في تعاملاته وصِلاَته.. منحه الله سماحة المحيا وطراوة اللسان واستقامة الخلق والالتزام العالي بأمور دينه ودنياه، وكان -رحمه الله- يغمرني بكريم لطفه، ويتابع اتصاله تلفونياً عندما يطول غيابي عنه.. لا لمصلحة أو حاجة لأي منا، وإنما لكريم خلقه وفيض مشاعره، وكان مستمعاً محاوراً، ومديراً للنقاش، وقارئاً لما يعجبه من إصدارات، وناقداً موضوعياً يرفع من معنويات صاحبه، وصدق من قال:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والأمل أن يكون للأولاد (بنين وبنات) دور فاعل في إحياء ذِكْر والدهم «رحمه الله» وتتبع أثره.. بما يحقق الألفة والتعاون، وهو الأمل المطلوب.. وفقهم الله.