لبنى الخميس
قبل أسبوعين دلفت عاماً جديداً من حياتي، وأصبحت ابنة الثامنة والعشرين عاماً. وقفت مع نفسي لتأمل تجارب العام الفائت، دروسه، مواقفه، نجاحاته، وعثراته. ماذا سأحمل معي من دروس للأعوام والعقود القادمة؟ وكيف سأمضي متسلحة بعبرها ومعانيها؟
خرجت بعدة دروس وباقة من التأملات أشاركها معكم في هذا المقال:
1- في مسيرة نموك الشخصي.. وبروزك المهني.. توقف وتذكر التالي:
لا يهم كم يتابعك؟ المهم من يتابعك؟
لا يهم حجم التصفيق، الأهم من يصفق لك؟
ولا يهم كم شخص تأثر بك، الأهم كيف ولماذا تأثر؟
2- من جرب تعب (الإنجاز) يُدرك بأن تعب (الراحة) أشد.. ومن أزعجته كثرة (الأشغال) يعلم بأن صمت (الفراغ) مزعجٌ أكثر. أن تستيقظ بلا هدف أو معنى أو رسالة من أثقل المشاعر على النفس، فأوجد لك دوراً وقمّ.. فلكَ مكان في هذا العالم.
3- تقابل أشخاصاً في حياتك صدفة.. لكن بقاؤهم فيها اختيار!
تصدمك بعض المواقف صدفة.. لكن قدرتها على تغييرك اختيار!
يحالفك الحظّ صدفة.. لكن انتهازك للفرصة اختيار!
تُكشف الحقائق وتظهر النوايا صدفة.. لكن تلقيك الدّرس اختيار!
4- أكثر القرارات التي أعتز بها حين ألتفت إلى الوراء، هي تلك (القرارت الصعبة)، المغلّفة بالشك، والمطعمة بالخوف من المجهول. تلك القرارات التي أخرجتك من منطقة راحتك، ووضعتك في مواجهة مع مخاوفك، وعلمتك أنك أقوى وأشجع مما تتصور، وأكثر صلابة وحكمة مما تعتقد.
5- التفوق ليس صُدفة، والتميز ليس ضربة حظ، كما أن النجاح ليس ضربًا من العبث، إنه تراكم لعادات صغيرة.. وأفعال مستمرة.. ونفس تواقة لأن تُبدع وتُقنع وتَنفع.
اجمع ما تفعله كل يوم، والنتيجة: مسيرة حياتك!
6- الحياة قد تبدو صعبة.. مملة.. ثقيلة.. ومتطلبة! إحدى أسوأ ما قد ترتكبه بحق نفسك وبحقها هو أن تطالبها بأن تكون سعادة دائمة.. وراحة مستمرة.. ونعيماً مقيماً. بل أدرك مبكراً بأن ثابتها الوحيد هو (المتغيّر) وأن تقلبها يقويك.. يجدّدك.. ويحضرك للأفضل.
هذه بعض التأملات المتفرقة والدروس المتناثرة، التي أردت توثيقها خلال رحلة عام كامل كان من أكثر سنوات عمري إنتاجاً وعملاً.. فاللهم ألهمنا لإكمال المسير ومدنا بالحكمة للمضي في مسارات الحياة ومعاركها بوعي.