فهد بن جليد
التكالب الإعلامي القذر والمأجور الذي نعيشه اليوم ضد المملكة، سابقة إعلامية لن يتم نسيانها قريباً وستُدرَّس حتماً (كمثال سيء) في كليات الإعلام والاتصال، و(كسقطة مُريعة) للمصداقية في النشر وتراجع مُخيف، نتيجة غياب الضمير والأخلاق الإعلامية والمعايير المهنية.
عندما تتبع الحملة الإعلامية القذرة الأخيرة التي يشنها الأعداء على بلادنا مُنذ (الثاني من أكتوبر) الجاري، ستجد أنَّ ثمَّة خيطاً رفيعاً يربط بين كل تلك الوسائل التي نصبت العداء لوطننا وقادتنا وشعبنا، هو اقتفاء أثر إعلام تنظيم الحمدين وماله القذر، برائحة (نَفَسِه الكريه) الذي ورَّط وسائل إعلام عالمية عديدة وأسقطها في وحل الكذب وبراثن الخديعة، وأظهرها بصورة مهزوزة أمام مُتابعيها عندما تنشر ثم تتراجع، تكتب وتمسح، تعلن فتعتذر، حالة من عدم الاتزان الإعلامي وفقدان الثقة، فالمزاعم والادعاءات الضالة لا تتطلب أي جهد من أي وسيلة إعلامية فقدت مصداقيتها، وانهارت وتراجعت معايير الدقة والتحري في النشر عندها، الكذب والافتراء هو أسهل وأسرع طرق النشر بحثاً عن المزيد من المال والكسب، فالقصص والمزاعم المنشورة عند هؤلاء لا تُبنى على أساس ولا على حقائق، والمصادر المجهولة يمكن صناعتها دائماً والاستناد عليها، فلا معايير ولا أخلاق ولا آداب للمهنة يُمكن مُراعاتها أو الالتزام بها.
هذا السقوط المهني والأخلاقي المُريع أظهر قصة أخرى أبعد من تنظيم الحمدين وإعلام جماعة الإخوان الإرهابية، وهي ضرورة تنظيف وسائل الإعلام الدولية التي يُفترض أنَّها مُستقلة ولها تاريخ طويل في قول الحقيقة ونشرها من العملاء المُنحازين بداخلها، وتخلصها من المديرين أو المُحرِّرين الذين يُغريهم المال القذر، أو يعملون وفق انتماءاتهم وأجنداتهم المؤدلجة، فهؤلاء نتوءات خطرة على وسائلهم أولاً، قبل تشويههم للإعلام ومصداقيته دولياً في كل قضايا العالم المُقبلة، ما نتابعه ونشاهده ونقرأه اليوم ضد السعودية في وسائل الإعلام والصحافة العالمية التي انجرفت خلف نشر تلك القصص الواهية والمُضلَّلة التي يسوق لها إعلام فقد مصداقيته في المنطقة بسبب حزبيته المقيتة وأهدافه المعروفة، هو خطأ تاريخي مُعيب ومُشين لمهنة الإعلام والصحافة في العالم لن يُغتفر، وقد كشف هؤلاء وعراهم بيان النيابة العامة السعودية عن ملابسات مقتل جمال الخاشقجي، والقرارات السعودية المصاحبة له.
وعلى دروب الخير نلتقي.