محمد سليمان العنقري
تشرَّفت بحضور مسائية الرؤية التي انطلقت في إمارة منطقة الحدود الشمالية الأسبوع الماضي، ومن خلال حديث مسؤولي برامج الرؤية تم توضيح طرق الوصول لأهداف الرؤية ومتابعة تنفيذها لكن اللافت أن منطقة الحدود الشمالية كانت من السبّاقين في تفاعلها مع برامج الرؤية، حيث أعلن بحسب مدير مركز الإنجاز والتدخل السريع عن إطلاق مبادرتين في المنطقة وهي مبادرة لوحة مؤشر أداء تنفيذ المبادرات الوزارية كأول إمارة منطقة على مستوى المملكة، وإطلاق ورشة تدريبية في المنطقة، مؤكداً أن إمارة منطقة الحدود الشمالية من أولى الإمارات تواصلاً مع المركز.
ومن ناحية أخرى بلغ عدد الموظفين بالأجهزة الحكومية التابعة للمنطقة الذين خضعوا لدورات على برامج الرؤية حوالي 350 موظفاً من أصل 2800 موظف بكافة مناطق المملكة منذ بداية العام الحالي أي حوالي 12.5 % مما يشير إلى توجه إمارة المنطقة بقيادة أميرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان لتكون سبّاقة في إنجاز برامج الرؤية والتفاعل معها لتسريع عجلة التنمية بالمنطقة.
فالحدود الشمالية لم تعد منطقة أهم نشاطاتها الاقتصادية الخط الدولي مع الأردن، فهي تضم مدينة «وعد الشمال» للصناعات التعدينية التي تصنف الركيزة الثالثة بالاقتصاد المحلي وتكلّف إنشاؤها مع المشاريع التي تضمها لإنتاج المعادن وصناعاتها التحويلية كالفوسفات أكثر من 27 مليار ريال مما يشير لنقلة كبيرة في مستقبل المنطقة وتحديد هويتها الاقتصادية، كما أن تشغيل مركز جديدة عرعر الحدودي مع العراق مستقبلاً بشكل كامل سيكون له انعكاس كبير على المنطقة ويرفع من حجم الاستثمارات فيها خصوصاً أن العراق إذا بدأت مرحلة إعادة البناء فيها فمن المتوقع أن تبلغ التكلفة أكثر من ألف مليار دولار وسيكون لمنتجات المملكة من الحديد والأسمنت وغيرها حصة جيدة بالسوق العراقي بخلاف بعض الصناعات الخفيفة والمتوسطة.
الزائر لمدينة عرعر مركز إمارة المنطقة يلحظ ارتفاعاً بمستوى الخدمات البلدية وتطوراً بالخدمات والمشاريع التعليمية ومن الواضح أن إمارة المنطقة تستعد لكل التطورات الإيجابية المقبلة على اقتصاد المنطقة وكذلك تحقيق أهداف رؤية 2030 في خفض نسب البطالة وجذب الاستثمارات، فالمناطق الحدودية لها أهمية كبيرة وأدوار عديدة في خدمة الاقتصاد الوطني وأمن المجتمع.