مها محمد الشريف
لقد اكتسبنا كثيراً من معطيات التجربة -تجارب الآخرين- سواء كانت من الحقول المعرفية أو الشخوص المنتجة التي صنعت للتاريخ طابعاً عاماً مشتركاً تجاوزت الحصر أو التأطير، وما يحدث بين الشعب والقيادة شيء جوهري سخر الناس للناس في كل المحافل والظروف، والمملكة بكل فئاتها الفذة اليوم لها صلة وثيقة بالأحداث على الساحة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والاجتماعية وجميع الاهتمامات التي تدور في العالم، فالمسؤولية كبيرة وتقنياتها المتنوعة مرتفعة بما فيه الكفاية، سجلها التاريخ وقدم للعالم نموذجاً مبهجاً بلغ أوج مجده ونجح في تطوير العلاقة المثالية بين الشعب والقيادة.
ولهذا يصعب علينا ذكر تفاصيل هذا التاريخ الحافل وهذه الحضارة القائمة على أسس وأركان ثابتة وراسخة جذورها في أعماق التاريخ، ولو كتبنا ذلك في مقالات أو كتب من ألوف الصفحات لا تتسع لذكرها، ولكن نسجل بعضاً من القدرات الذاتية المبهرة التي أكدت تراتيبها في سجلات الإنجاز وأعطت للمعرفة دوراً رئيسياً رفع من شأن المواطنة عالياً ، فقد خُلق الإنسان وله روح تنبض بالحب والولاء إنه خُلق وله قائد ووطن بمقدوره أن يحقق غاياته المعرفية والمهنية، وهذا يمثل قمة النضج الأخلاقي.
ومع أننا ناقشنا مثالاً واحداً مألوفاً هو حب الشعوب لأوطانها، فإن هذا الأمر أكثر عمومية ، إلا أنني أجد الشعب السعودي هو الثروة الحقيقية لهذا الوطن الغالي ، وهنا نصل إلى قصص وملاحم ثرية قدمها هذا الشعب لوطنه ومليكه وحكومته الرشيدة تتوافق مع نموذجه الفاخر تفوقت على جميع وسائل الإعلام العالمية ووكالات الأنباء الدولية، وهذا الولاء والوطنية سيكون له رد فعل مؤثر على مسار التوازن ، والوقوف صفاً واحداً أمام المؤامرات التي تحاك ضد المملكة من الأعداء والمتربصين بهذا البلد العظيم.
لن أشير إلى الترتيب الزمني هنا أو تعاقبه بل إلى أهميته ونزكي نتائجه، ونعزز ارتباطه في توجيه الأحداث، لذلك كان الزمن لنا حاضراً وعصراً حديثاً رسمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بقيادة خادم الحرمين الملك القائد سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله ذخراً، فقد حددت حركية الزمن القصير على النحو الذي أنتج مزيداً من الفواصل الزمنية بالإنجاز والتقدم التقني والاستراتيجي، وتقنية تؤهله لمواصلة الإنجازات وعززت تنوعها في واقع المشروعات الضخمة، بكوادر شابة سعودية أوعزت لهم هذه المهام الكبيرة ومنحتهم الثقة وبرعوا في كل المجالات بمهارة وإتقان.
والفضل يعود إلى سلمان الحزم وحكومته، إذ أوجدت للحياة معنى وأحلاماً وأهدافاً وغايات تسعى إلى تحقيقها، ولا شك أن لكل تاريخ سواعد وعقولاً تصنعه، وهو ما ينجم عن المبدأ والقيمة المرافقة لهذا التطور والبذل والعطاء لسعادة ورفاهية المواطن ، فهو يشير إلى أن الأشياء في حركتها وتفاعلاتها مع بعضها تفصح عن جهود حثيثة، من أجل فكر ناجح يفهم تلك الانحرافات التي ظلت مستمرة من قطر وأدواتها التي سخرتها ضد المملكة ، وعبرت عن حدود متعارضة يرتبط كل منهما بالآخر دون أسباب أو حجج تفسر للعالم هذا الحقد الدفين للسعودية والدول العربية.
لذلك تجد المأجورين والمرتزقة في محطاتهم الإعلامية بين إنتاج مناهض للقيمة وإسقاط النقد مقابل حفنة من المال، فإن ذلك ليس إلا وجهاً من التناقضات الخطيرة التي تضمر العداء بدافع نشر العنف ضد الأفراد والمؤسسات، وهذا ما لاحظه الجميع في مواقع التواصل من تعليقات لا تليق بمسلم، ولن تبدأ بهم الثقافة لكي تنتهي ولن تكبر لتنحدر بممارسات غير مسؤولة، ففي هذا العمق الإنساني قدرة على الارتقاء إلى مرتبة الاحترام نرجو ألا تغادرهم قبل فوات الأوان.